كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
الجوارح على العصاة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله سبحانه ) يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ( قال حسابهم وكل شيء في القرآن الدين فهو الحساب وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن حكيم عن أبيه عن جده زن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قرأ يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الخبيثات قال من الكلام للخبيثين قال من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ما قالوا من البهتان وأخرج عبد الزراق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد نحوه وأخرج ابن جرير والطبرانى عن قتادة نحوه أيضا وكذا روى عن جماعة من التابعين وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبرانى عن ابن زيد في الآية قال نزلت في عائشة حين رماها المنافقون بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك وكان عبد الله بن أبى هو الخبيث فكان هو أولى بأن تكون له الخبيثة ويكون لها وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طيبا فكان أولى أن تكون له الطيبة وكانت عائشة الطيبة وكانت أولى بأن يكون لها الطيب وفي قوله ) أولئك مبرؤون مما يقولون ( قال هاهنا برئت عائشة وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت لقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبه وعند طيب ولقد وعدت مغفرة وأجرا عظيما
سورة النور ( 27 29 )
النور : ( 27 ) يا أيها الذين . . . . .
لما فرغ سبحانه من ذكر الزجر عن الزنا والقذف شرع في ذكر الزجر عن دخول البيوت استئذان لما في ذلك من مخالطة الرجال بالنساء فربما يؤدي إلى أحد الأمرين المذكورين وأيضا إن الإنسان يكون في بيته ومكان خلوته على حالة قد لا يحب أن يراه عليها غيره فنهى الله سبحانه عن دخول بيوت الغير إلى غاية هي قوله ) حتى تستأنسوا ( والاستئناس الاستعلام والاستخبار أي حتى تستعلموا من في البيت والمعنى حتى تعلموا أن صاحب البيت قد علم بكم وتعلموا أنه قد أذن بدخولكم فإذا علمتم ذلك دخلتم ومنه قوله ) فإن آنستم منهم رشدا ( أي علمتم قال الخليل الاستئناس الاستكشاف من أنس الشيء إذا أبصره كقوله ) إني آنست نارا ( أى أبصرت وقال ابن جرير إنه بمعنى وتؤنسوا أنفسكم قال ابن عطية وتصريف الفعل يأبى أن يكون من أنس ومعنى كلام ابن جرير هذا أنه من الاستئناس الذي هو خلاف الاستيحاش لأن الذي يطرق باب غيره لايدري أيؤذن له أم لا فهو كالمستوحش حتى يؤذن له فإذا أذن له استأنس فنهى سبحانه عن دخول تلك البيوت حتى يؤذن للداخل وقيل هو من الإنس وهو أن يتعرف هل ثم إنسان أم لا وقيل معنى الاستئناس الاستئذان أي لاتدخلوها حتى تستأذنوا قال الواحدي قال جماعة المفسرين حتى تسأذنوا ويؤيده ما حكاه

الصفحة 19