كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 43 """"""
العموم الملائكة فإنهم خلقوا من نور والجان فإنهم خلقوا من نار ثم فصل سبحانه أحوال كل دابة فقال ) فمنهم من يمشي على بطنه ( وهى الحيات والحوت والدود ونحو ذلك ) ومنهم من يمشي على رجلين ( الإنسان والطير ) ومنهم من يمشي على أربع ( سائر الحيوانات ولم يتعرض لما يمشى على أكثر من أربع لقلته وقيل لأن المشى على أربع فقط وإن كانت القوائم كثيرة وقيل لعدم الاعتداد بما يمشى على أكثر من أربع ولا وجه لهذا فإن المراد التنبيه على بديع الصنع وكمال القدرة فكيف يقال لعدم الاعتداد بما يمشى على أكثر من أربع وقيل ليس في القرآن ما يدل على عدم المشى على أكثر من أربع لأنه لم ينف ذلك ولا جاء بما يقتضى الحصر وفى مصحف أبى ومنهم من يمشى على أكثر فعم بهذه الزيادة جميع ما يمشي على أكثر من أربع كالسرطان والعناكب وكثير من خشاش الأرض ) يخلق الله ما يشاء ( مما ذكره هاهنا ومما لم يذكره كالجمادات مركبها وبسيطها ناميها وغير ناميها ) إن الله على كل شيء قدير ( لا يعجزه شىء بل الكل من مخلوقاته داخل تحت قدرته سبحانه
النور : ( 46 ) لقد أنزلنا آيات . . . . .
) لقد أنزلنا آيات مبينات ( أى القرآن فإنه قد اشتمل على بيان كل شىء وما فرطنا فى الكتاب من شىء وقد تقدم بيان مثل هذا في غير موضع ) والله يهدي من يشاء ( بتوفيقه للنظر الصحيح وإرشاده إلى التأمل الصادق ) إلى صراط مستقيم ( إلى طريق مستوى لا عوج فيه فيتوصل بذلك إلى الخير التام وهو نعيم الجنة
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) والذين كفروا أعمالهم كسراب ( قال هو مثل ضربه الله كرجل عطش فاشتد عطشه فرأى سرابا فحسبه ماء فطلبه فظن أنه قدر عليه حتى أتى فلما أتاه لم يجده شيئا وقبض عند ذلك يقول الكافر كذلك السراب إذا أتاه الموت لم يجد عمله يغنى عنه شيئا ولا ينفعه إلا كما نفع السراب العطشان ) أو كظلمات في بحر لجي ( قال يعنى بالظلمات الأعمال وبالبحر اللجى قلب الإنسان ) يغشاه موج ( يعنى بذلك الغشاوة التى على القلب والسمع والبصر وأخرج ابن جرير عنه بقيعة بأرض مستوية وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق السدى عن أبيه عن أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال إن الكفار يبعثون يوم القيامة وردا عطاشا فيقولون أين الماء فيتمثل لهم السراب فيحسبونه ماء فينطلقون إليه فيجدون الله عنده فيوفيهم حسابه والله سريع الحساب وفي إسناده السدى عن أبيه وفيه مقال معروف وأخرج بن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة في قوله ) كل قد علم صلاته وتسبيحه ( قال الصلاة للإنسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه وأخرج ابن أبى حاتم عنه في قوله ) والطير صافات ( قال بسط أجنحتهن وأخرج عبد بن حميد عن قتادة نحوه وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ) يكاد سنا برقه ( يقول ضوء برقه وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال كل شىء يمشى على أربع إلا الإنسان وأقول هذه الطيور على اختلاف أنواعها تمشى على رجلين وهكذا غيرها كالنعامة فإنها تمشى على رجلين وليست من الطير فهذه الكلية المروية عنه رضى الله عنه لا تصح
سورة النور 47 57 )

الصفحة 43