كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
النور : ( 47 ) ويقولون آمنا بالله . . . . .
شرع سبحانه في بيان أحوال من لم تحصل له الهداية إلى الصراط المستقيم فقال ) ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ( وهؤلاء هم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ويقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم فإنهم كما حكى الله عنهم هاهنا ينسبون إلى أنفسهم الإيمان بالله وبالرسول والطاعة لله ولرسوله نسبة بمجرد اللسان لا عن اعتقاد صحيح ولهذا قال ) ثم يتولى فريق منهم ( أى من هؤلاء المنافقين القائلين هذه المقالة من بعد ذلك أى من بعد ما صدر عنهم ما نسبوه إلى أنفسهم من دعوى الإيمان والطاعة ثم حكم عليهم سبحانه وتعالى بعدم الإيمان فقال ) وما أولئك بالمؤمنين ( أى ما أولئك القائلون هذه المقالة بالمؤمنين على الحقيقة فيشمل الحكم بنفى الايمان جميع القائلين ويندرج تحتهم من تولى اندراجا أوليا وقيل إن الإشارة بقوله أولئك راجع إلى من تولى والأول أولى والكلام مشتمل على حكمين الحكم الأول علي بعضهم بالتولى والحكم الثاني على جميعهم بعدم الإيمان وقيل أراد بمن تولى عن قبول حكمه ( صلى الله عليه وسلم ) وقيل أراد رؤساء المنافقين وقيل أراد بتولى هذا الفريق رجوعهم إلى الباقين ولا ينافى ما تحتمله هذه الآية باعتبار لفظها ورودها على سبب خاص كما سيأتي بيانه
النور : ( 48 ) وإذا دعوا إلى . . . . .
ثم وصف هؤلاء المنافقين بأن فريقا منهم يعرضون عن إجابة الدعوة إلى الله وإلى رسوله في خصوماتهم فقال ) وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ( أى ليحكم الرسول بينهم فالضمير راجع إليه لأنه المباشر للحكم وإن كان الحكم في الحقيقة لله سبحانه ومثل ذلك قوله تعالى ) والله ورسوله أحق أن يرضوه ( وإذا في قوله ) إذا فريق منهم معرضون ( هى الفجائية أى فاجاء فريق منهم الإعراض عن المحاكمة إلى الله والرسول
النور : ( 49 ) وإن يكن لهم . . . . .
ثم ذكر سبحانه أن إعراضهم إنما هو إذا كان الحق عليهم وأما إذا كان لهم فإنهم

الصفحة 44