كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 49 """"""
يجب فهو ظالم لا حق له أنتهى ولا يخفاك أن قضاء العدل وحكام الشرع الذين هم على الصفة التي قدمنا لك قريبا هم سلاطين الدين المترجمون عن الكتاب والسنة المبينون للناس ما نزل إليهم وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أتى قوم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا يا رسول الله لو أمرتنا أن نخرج من أموالنا لخرجنا فأنزل الله ) وأقسموا بالله جهد أيمانهم ( الآية وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في الآية قال ذلك في شأن الجهاد قال يأمرهم أن لا يحلفوا على شيء ) طاعة معروفة ( قال أمرهم أن يكون منهم طاعة معروفة للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) من غير أن يقسموا وأخرج ابن المنذر عن مجاهد طاعة معروفة يقول قد عرفت طاعتهم أى إنكم تكذبون به وأخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال قدم زيد بن أسلم على رسول الله صلى الله وآله وسلم فقال أرأيت إن كان علينا أمراء يأخذون منا الحق ولايعطونا قال فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم وأخرج ابن جرير وابن قانع والطبراني عن علقمة بن وائل الحضرمي عن سلمة بن يزيد الجعفي قال قلت يا رسول فذكر نحوه وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن الزبير عن جابر أنه سئل إن كان على إمام فاجر فلقيت معه أهل ضلالة أقاتل أم لا قال قاتل أهل الضلالة أينما وجدتهم وعلى الإمام ماحمل وعليكم ماحملتم وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن البراء في قوله ) وعد الله الذين آمنوا منكم ( الآية قال فينا نزلت ونحن في خوف شديد وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال كان النبي صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه بمكة نحوا من عشر سنين يدعون إلى الله وحده وعبادته وحده لاشريك له سرا وهم خائفون لايؤمرون بالقتال حتى أمروا بالهجرة إلى المدينة فقدموا المدينة فأمرهم الله بالقتال وكانوا بها خائفين يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح فغبروا بذلك ماشاء الله ثم إن رجلا من أصحابه قال يا رسول الله أبد الدهر نحن خائفون هكذا ما يأتى علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لن تغبروا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليست فيهم حديدة فأنزل الله ) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ( إلى آخر الآية فأظهر الله نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) على جزيرة العرب فأمنوا ووضعوا السلاح ثم إن الله قبض نبيه فكانوا كذلك آمنين في إمارة أبى بكر وعمر وعثمان حتى وقعوا فيما وقعوا وكفروا النعمة فأدخل الله عليهم الخوف الذى كان رفع عنهم واتخذوا الحجر والشرط وغيروا فغير مابهم وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى في الدلائل والضياء في المختارة عن أبى بن كعب قال لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحد فكانوا لايبيتون إلا في السلاح ولايصبحون إلا فيه فقالوا أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت ) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ( الآية وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ) يعبدونني لا يشركون بي شيئا ( قال لايخافون أحدا غيرى وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد مثله قال ) ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ( العاصون وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية قال كفر بهذه النعمة ليس الكفر بالله وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ) معجزين في الأرض ( قال سابقين في الأرض

الصفحة 49