كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 558 """"""
قال ذهب نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) وبقيت نقمته فى عدوه وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فى قوله ) أو نرينك الذي وعدناهم ( يوم بدر وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقى في الشعب من طرق عنه فى قوله ) وإنه لذكر لك ولقومك ( قال شرف لك ولقومك وأخرج ابن عدى وابن مردويه عن على وابن عباس قالا كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجبهم بشىء لأنه لم يؤمر فى ذلك بشىء حتى نزلت ) وإنه لذكر لك ولقومك ( فكان بعد إذا سئل قال لقريش فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبى عن ابن عباس فى قوله ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ( قال اسأل الذين أرسلنا واليهم قبلك من رسلنا
سورة الزخرف 46 56
الزخرف : ( 46 ) ولقد أرسلنا موسى . . . . .
لما أعلم الله سبحانه نبيه بأنه منتقم له من عدوه وذكر اتفاق الأنبياء علي التوحيد أتبعه بذكر قصة موسى وفرعون وبيان مانزل بفرعون وقومه من النقمة فقال ) ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ( وهى التسع التى تقدم بيانها ) إلى فرعون وملئه ( الملأ الأشراف فقال إنى رسول رب العالمين أرسلنى إليكم
الزخرف : ( 47 ) فلما جاءهم بآياتنا . . . . .
) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( استهزاء وسخرية وجواب لما هو إذا الفجائية لأن التقدير فاجئوا وقت ضحكهم
الزخرف : ( 48 ) وما نريهم من . . . . .
) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ( أى كل واحدة من آيات موسى أكبر مما قبلها وأعظم قدرا مع كون التى قبلها عظيمة فى نفسها وقيل المعنى إن الأولى تقتضى علما والثانية تقتضى علما فإذا ضمت الثانية إلى الأولى ازداد الوضوح ومعنى الأخوة بين الايات أنها متشاكلة متناسبة فى دلالتها على صحة نبوة موسى كما هذه صاحبة هذه أى هما قرينتان فى المعنى وجملة ) إلا هي أكبر من أختها ( فى محل جر صفة لآية وقيل المعنى أن كل واحدة من الآيات إذا انفردت ظن الظان أنها أكبر من سائر الآيات ومثل هذا قول القائل

الصفحة 558