كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 559 """"""
من تلق منهم ثقل لاقيت سيدهم
مثل النجوم التى يسرى بها السارى
) وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( أى بسبب تكذيبهم بتلك الآيات والعذاب هو المذكور فى قوله ) ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ( الاية وبين سبحانه أن العلة فى أخذه لهم بالعذاب هو رجاء رجوعهم ولما عاينوا ما جاءهم به من الآيات البينات والدلالات الواضحات ظنوا أن ذلك من قبيل السحر
الزخرف : ( 49 ) وقالوا يا أيها . . . . .
) وقالوا يا أيها الساحر ( وكانوا يسهمون العلماء سحرة ويوقرون السحرة ويعظمونهم ولم يكن السحر صفة ذم عندهم قال الزجاج خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر ) ادع لنا ربك بما عهد عندك ( أى بما أخبرتنا من عهده إليك إنا إذا آمنا كشف عنا العذاب وقيل المراد بالعهد النبوة وقيل استجابة الدعوة على العموم ) إننا لمهتدون ( أى إذا كشف عنا العذاب الذي نزل فنحن مهتدون فيما يستقبل من الزمان ومؤمنون بما جئت به
الزخرف : ( 50 ) فلما كشفنا عنهم . . . . .
) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( فى الكلام حذف والتقدير فدعا موسى ربه فكشف عنهم العذاب فلما كشف عنهم العذاب فاجئوا وقت نكثهم للعهد الذى جعلوه على أنفسهم من الإهتداء والنكث النقض
الزخرف : ( 51 ) ونادى فرعون في . . . . .
) ونادى فرعون في قومه ( قيل لما رأى تلك الآيات خاف ميل القوم إلى موسى فجمعهم ونادي بصوته فيما بينهم أو أمر مناديا ينادى بقوله ) يا قوم أليس لي ملك مصر ( لاينازعنى فيه أحد ولايخالفنى مخالف ) وهذه الأنهار تجري من تحتي ( أى من تحت قصرى والمراد أنهار النيل وقال قتادة المعنى تحرى بين يدى وقال الحسن تجرى بأمرى أى تجرى تحت أمرى وقال الضحاك أراد بالأنهار القواد والرؤساء والجبابرة وأنهم يسيرون تحت لوائه وقيل أراد بالأنهار الأموال والأول أولى والواو فى وهذه عاطفة على ملك مصر وتجرى فى محل نصب علي الحال أو هى واو الحال واسم الإشارة مبتدأ والأنهار صفة له وتجرى خبره والجملة فى محل نصب ) أفلا تبصرون ( ذلك وتستدلون به على قوة ملكى وعظيم قدرى وضعف موسى عن مقاومتى
الزخرف : ( 52 ) أم أنا خير . . . . .
) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ( أم هي المنقطعة المقدرة ببل التى للإضراب دون الهمزة التى للإنكار أى بل أنا خير قال أبو عبيدة أم بمعنى بل والمعنى قال فرعون لقومه بل أنا خير وقال الفراء إن شئت جعلتها من الاستفهام الذى جعل بأم لاتصاله بكلام قبله وقيل هى زائدة وحكى أبو زيد عن العرب أنهم يجعلون أم زائدة والمعنى أنا خير من هذا وقال الأخفش فى الكلام حذف والمعنى أفلا تبصرون أم تبصرون ثم ابتدأ فقال ) أنا خير ( وروى عن الخليل وسيبويه نحو قول الأخفش ويؤيد هذا أن عيسى الثقفى ويعقوب الحضرمى وقفا على أم على تقدير أم تبصرون فحذف لدلالة الأول عليه وعلى هذا فتكون أم متصلة لامنقطعة والأول أولى ومثله قول الشاعر الذى أنشده الفراء بدت مثل قرن الشمس فى رونق الضحى
وصورتها أم أنت فى العين أملح
أى بل أنت وحكى الفراء أن بعض القراء قرأ ? أما أنا ? خير أى ألست خيرا من هذا الذى هو مهين أى ضعيف حقير ممتهن فى نفسه لا عز له ) ولا يكاد يبين ( الكلام لما فى لسانه من العقدة وقد تقدم بيانه فى سورة طه
الزخرف : ( 53 ) فلولا ألقي عليه . . . . .
) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب ( زى فهلا حلى بأساورة الذهب إن كان عظيما وكان الرجل فيهم إذا سودوه سوروه بسوار من ذهب وطوقوه بطوق من ذهب قرأ الجمهور أساورة جمع أسورة جمع سوار وقال أبو عمر ابن العلاء واحد الأساورة والأساور والأساوير أسوار وهى لغة في سوار وقرأ حفص أسورة جمع سوار وقرأ أبى أساور وابن مسعود أساوير قال مجاهد كانوا إذا سودوا رجلا سوروه بسوارين وطوقوه بطوق

الصفحة 559