كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
يأكلوا مع الأعمى يقولون إنه لايبصر موضع الطعام وكانوا يتحرجون الأكل مع الأعراج يقولون الصحيح يسبقه إلى المكان ولايستطيع أن يزاحم ويتحرجون الأكل مع المريض يقولون لايستطيع أن يأكل مثل الصحيح وكانوا يتحرجون أن يأكلوا في بيوت أقاربهم فنزلت ) ليس على الأعمى ( يعنى في الأكل مع الأعمى وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقسم نحوه وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى عن مجاهد قال كان الرجل يذهب بالأعمى أو الأعرج أو المريض إلى بيت أبيه أو بيت أخيه أو بيت عمه أو بيت عمته أو بيت خاله أو بيت خالته فكان الزمنى يتحرجون من ذلك يقولون إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصة لهم وأخرج البزار وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن النجار عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول ( صلى الله عليه وسلم ) فيدفعون مفاتيحهم إلى أمنائهم ويقولون لهم قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما احتجتم إليه فكانوا يقولون إنه لايحل لنا أن نأكل إنهم أذنوا لنا من غير طيب نفس وإنما نحن زمنى فأنزل الله ) ولا على أنفسكم أن تأكلوا ( إلى قوله ) أو ما ملكتم مفاتحه ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى عن ابن عباس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال المسلمون إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل والطعام هو أفضل الأموال فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك فأنزل الله ) ليس على الأعمى حرج ( إلى قوله ) أو ما ملكتم مفاتحه ( وهو الرجل يوكل الرجل بضيعته والذى رخص الله أن يأكل من ذلك الطعام والتمر ويشرب اللبن وكانوا أيضا يتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره فرخص الله لهم فقال ) ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ( وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك قال كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا يخالطهم في طعامهم زعمى ولا مريض ولا أعرج لايستطع المزاحمة علي الطعام فزلت رخصة في مؤاكلتهم وزخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود فى مراسيله وابن جرير والبيهقى عن الزهرى أنه سئل عن قوله ) ليس على الأعمى حرج ( ما بال الأعمى والأعرج والمريض ذكروا هنا فقال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن المسلمين كانوا وإذا غزوا خلفوا زمناهم وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم يقولون قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما فى بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك يقولون لاندخلها وهم غيب فأنزل الله هذه الآية رخصة لهم وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال كان هذا الحى من بنى كنانة بن خزيمة يرى أحدهم أن عليه مخزاة آن يأكل وحده في الجاهلية حتى إن كان الرجل يسوق الزود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشاربه فأنزل الله ) ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة وأبى صالح قالا كانت الأنصار إذا نزل بهم الضيف لايأكلون حتى يأكل الضيف معهم فنزلت رخصة لهم وأخرج الثعلبى عن ابن عباس في الآية قال خرج الحارث غازيا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وخلف على أهله خالد بن يزيد فحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة فى قوله أو صديقكم قال إذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته ثم أكلت من طعامه بغير إذنه لم يكن بذلك بأس وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله أو صديقكم قال هذا شىء قد انقطع إنما كان هذا فى أوله ولم يكن لهم أبواب وكانت الستور مرخاة فربما دخل البيت وليس فيه أحد فربها وجد الطعام وهو جائع فسوغه الله أن يأكله وقال ذهب ذلك اليوم البيوت فيها أهلها فإذا خرجوا أغلقوا فقد ذهب ذلك

الصفحة 56