كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 562 """"""
قدرة الله سبحانه فإنه كان من غير أب وكان يحيى الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص وكل مريض
الزخرف : ( 60 ) ولو نشاء لجعلنا . . . . .
) ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ( أى لو نشاء أهلكناهم وجعلنا بدلا منكم ملائكة فى الأرض يخلفون أى يخلفونكم فيها قال الأزهرى ومن قد تكون للبدل كقوله ) لجعلنا منكم ( يريد بدلا منكم وقيل المعنى لو نشاء لجعلنا من بنى آدم ملائكة والأول أولى ومقصود الآية أنا لو نشاء لأسكنا الملائكة الأرض وليس فى إسكاننا إياهم السماء شرف حتى يعبدوا وقيل معنى يخلفون يخلف بعضهم بعضا
الزخرف : ( 61 ) وإنه لعلم للساعة . . . . .
) وإنه لعلم للساعة ( قال مجاهد والضحاك والسدى وقتادة إن المراد المسيح وإن خروجه مما يعلم به قيام الساعة لكونه شرطا من أشراطها لأن الله سبحانه ينزله من السماء قبيل قيام الساعة كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة وقال الحسن وسعيد بن جبير المراد القرآن لأنه يدل علي قرب مجىء الساعة وبه يعلم وقتها وأهوالها وأحوالها وقيل المعنى أن حدوث المسيح من غير أب وإحياءه للموتى دليل على صحة البعث وقيل الضمير لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) والأول أولى قرأ الجمهور لعلم بصيغة المصدر جعل المسيح علما مبالغة لما يحصل من العلم بحصولها عند نزوله وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وأبو مالك الغفارى وقتادة بن دينار والضحاك وزيد بن على بفتح العين واللام أى خروجه علم من أعلامها وشرط من شروطها وقرأ أبو نظرة وعكرمة ) وإنه لعلم ( بلامين مع فتح العين واللام أى للعلامة يعرف بها قيام الساعة ) فلا تمترن بها ( أى فلا تشكن فى وقوعها ولا تكذبن بها فإنها كائنة لا محالة ) واتبعون هذا صراط مستقيم ( أى اتبعونى فيما آمركم به من التوحيد وبطلان الشرك وفرائض الله التى فرضها عليكم هذا الذى آمركم به وأدعوكم إليه طريق قيم موصل إلى الحق قرأ الجمهور بحذف الياء من ) اتبعون ( وصلا ووقفا وكذلك قرءوا بحذفها فى الحالين فى أطيعون وقرأ يعقوب بإثباتها وصلا ووقفا فيهما وقرأ أبو عمرو وهى رواية عن نافع بحذفها فى الوصل دون الوقف
الزخرف : ( 62 ) ولا يصدنكم الشيطان . . . . .
) ولا يصدنكم الشيطان ( أى لاتغتروا بوساوسه وشبهه التى يوقعها فى قلوبكم فيمنعكم ذلك من اتباعى فإن الذى دعوتكم إليه هو دين الله الذى اتفق عليه رسله وكتبه ثم علل نهيهم عن أن يصدهم الشيطان ببيان عداوته لهم فقال ) إنه لكم عدو مبين ( أى مظهر لعداوته لكم غير متحاش عن ذلك ولا متكتم به كما يدل على ذلك ما وقع بينه وبين آدم وما ألزم به نفسه من إغواء جميع بنى آدم إلا عباد الله المخلصين
الزخرف : ( 63 ) ولما جاء عيسى . . . . .
) ولما جاء عيسى بالبينات ( أى جاء إلى بنى إسرائيل بالمعجزات الواضحة والشرائع قال قتادة البينات هنا الإنجيل ) قال قد جئتكم بالحكمة ( أى النبوة وقيل الإنجيل وقيل مايرغب فى الجميل ويكف عن القبيح ) ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ( من أحكام التوراة وقال قتادة يعنى اختلاف الفرق الذين تحزبوا فى أمر عيسى قال الزجاج الذى جاء به عيسى فى الإنجيل إنما هو بعض الذي اختلفوا فيه فبين لهم فى غير الإنجيل ما احتاجوا إليه وقيل إن بنى إسرائيل اختلفوا بعد موت موسى فى أشياء من أمر دينهم وقال أبو عبيدة إن البعض هنا بمعنى الكل كما فى قوله ) يصبكم بعض الذي يعدكم ( وقال مقاتل هو كقوله ولأحل لكم بعض الذى حرم عليكم يعنى ما أحل فى الإنجيل مما كان محرما فى التوراة كلكم الإبل والشحم من كل حيوان وصيد السمك يوم السبت واللام فى ) ولأبين لكم ( معطوفة علي مقدر كأنه قال قد جئتكم بالحكمة لأعلمكم إياها ولأبين لكم ثم أمرهم بالتقوى والطاعة فقال ) فاتقوا الله ( أى اتقوا معاصيه ) وأطيعون ( فيما آمركم به من التوحيد والشرائع
الزخرف : ( 64 ) إن الله هو . . . . .
) إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه ( هذا بيان لما أمرهم بأن يطيعوه فيه ) هذا صراط مستقيم ( أى عباده الله وحده والعمل بشرائعه
الزخرف : ( 65 ) فاختلف الأحزاب من . . . . .
) فاختلف الأحزاب من بينهم ( قال مجاهد والسدى الأحزاب هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وقال الكلبى ومقاتل هم فرق النصارى اختلفوا فى أمر عيسى قال قتادة

الصفحة 562