كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 563 """"""
ومعنى ) من بينهم ( أنهم اختلفوا فيما بينهم وقيل اختلفوا من بين من بعث إليهم من اليهود والنصارى والأحزاب هى الفرق المتحزبة ) فويل للذين ظلموا ( من هؤلاء المحتلفين وهم الذين أشركوا بالله ولم يعملوا بشرائعه ) من عذاب يوم أليم ( أى أليم عذابه وهو يوم القيامة
الزخرف : ( 66 ) هل ينظرون إلا . . . . .
) هل ينظرون إلا الساعة ( أي هل يرتقب هؤلاء الأحزاب وينتظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة أي فجأة وهم لا يشعرون أي لا يفطنون بذلك وقيل المراد بالأحزاب الذين تحزبوا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وكذبوه وهم المرادون بقوله هل ينظرون إلا الساعة والأول أولى
الزخرف : ( 67 ) الأخلاء يومئذ بعضهم . . . . .
) الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ( أي الأخلاء فى الدنيا المتحابون فيها يوم تأتيهم الساعة بعضهم لبعض عدو أى يعادى بعضهم بعضا لأنها قد انقطعت بينهم العلائق واشتغل كل واحد منهم بنفسه ووجدوا تلك الأمور التى كانوا فيها أخلاء أسبابا للعذاب فصاروا أعداء ثم استثنى المتقين فقال ) إلا المتقين ( فإنهم أخلاء فى الدنيا و الآخرة لأنهم وجدوا تلك الخلة التى كانت بينهم من أسباب الخير والثواب فبقيت خلتهم على حالها
الزخرف : ( 68 ) يا عباد لا . . . . .
) يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ( أى يقال لهؤلاء المتقين المتحابين فى الله بهذه المقالة فيذهب عند ذلك خوفهم ويرتفع حزنهم
الزخرف : ( 69 ) الذين آمنوا بآياتنا . . . . .
) الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ( الموصول يجوز أن يكون نعتا لعبادى أو بدلا منه أو عطف بيان له أو مقطوعا عنه فى محل نصب على المدح أو فى محل رفع بالابتداء وخبره ) ادخلوا الجنة ( علي تقدير يقال لهم ادخلوا الجنة والأول أولى وبه قال الزجاج قال مقاتل إذا وقع الخوف يوم القيامة نادى منادى يا عبادى لاخوف عليكم فإذا سمعوا النداء رفع الخلائق رؤوسهم فيقال الذين امنوا بآياتنا وكانوا مسلمين فينكس أهل الأوثان رؤوسهم غير المسلمين قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو يا عبادى بإثبات الياء ساكنة وصلا ووقفا وقرأ أبو بكر وزر بن حبيش بإثباتها وفتحها فى الحالين وقرأ الباقون بحذفها فى الحالين
الزخرف : ( 70 ) ادخلوا الجنة أنتم . . . . .
) ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم ( المراد بالأزواج نساؤهم المؤمنات وقيل قرناؤهم من المؤمنين وقيل زوجاتهم من الحور العين ) تحبرون ( تكرمون وقيل تنعمون وقيل تفرحون وقيل تسرون وقيل تعجبون وقيل تلذذون بالسماع والأولى تفسير ذلك بالفرح والسرور الناشئين عن الكرامة والنعمة
الزخرف : ( 71 ) يطاف عليهم بصحاف . . . . .
) يطاف عليهم بصحاف من ذهب ( الصحاف جمع صحفة وهى القصعة الواسعة العريضة قال الكسائى أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة وهى تشبع عشرة ثم الصحفة وهي تشبع خمسة ثم المكيلة وهى تشبع الرجلين والثلاثة والمعنى أن لهم فى الجنة أطعمه يطاف عليهم بها فى صحاف الذهب و لهم فيها أشربة يطاف عليهم بها فى ال ) وأكواب ( وهى جمع كوب قال الجوهرى الكوب كوز لاعروة له والجمع أكواب قال الأعشى صريفية طيب طعمها
لها زيد بين كوب ودن
وقال آخر متكئا تصفق أبوابه
يسعى عليه العبد بالكوب
قال قتادة الكوب المدور القصير العنق القصر العروة والإبريق المستطيل العنق الطويل العروة وقال الأخفش الأكواب الأباريق التى لا خراطيم لها وقال قطرب هى الأباريق التى ليست لها عرى ) وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ( قرأ الجمهور تشتهى وقرأ نافع وابن عامر وحفص ) تشتهيه ( بإثبات الضمير العائد على الموصول والمعنى ما تشتهيه أنفس أهل الجنة من فنون الأطعمة والأشربة ونحوهما مما تطلبه النفس وتهواه كائنا ما كان وتلذ الأعين من كل المستلذات التى تستلذ بها وتطلب مشاهدتها تقول لذ الشىء يلذ لذاذا ولذاذة إذا وجده لذيذا والتذ به وفى مصحف عبد الله بن مسعود تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين ) وأنتم فيها خالدون (

الصفحة 563