كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 567 """"""
وهذا إن كان من كلام الله سبحانه فقد نزه نفسه عما قالوه وإن كان من تمام كلام رسوله الذى أمره بأن يقوله فقد أمره بأن يضم إلى ما حكاه عنهم بزعمهم الباطل تنزيه ربه وتقديسه
الزخرف : ( 83 ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا . . . . .
) فذرهم يخوضوا ويلعبوا ( أى اترك الكفار حيث لم يهتدوا بما هديتهم به ولا أجابوك فيما دعوتهم إليه يخوضوا في أباطيلهم ويلهوا فى دنياهم ) حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( وهو يوم القيامة وقيل العذاب فى الدنيا قيل وهذا منسوخ بآية السيف وقيل هو غير منسوخ وإنما أخرج مخرج التهديد قرأ الجمهور يلاقوا وقرأ مجاهد وابن محيصن وحميد وابن السميفع حتى يلقوا بفتح الياء وإسكان اللام من غير ألف ورويت هذه القراءة عن أبى عمرو
الزخرف : ( 84 ) وهو الذي في . . . . .
) وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ( الجار والمجرور فى الموضعين متعلق بإله لأنه بمعنى معبود أو مستحق للعباد والمعنى وهو الذي معبود في السماء ومعبود في الأرض أو مستحق للعبادة في السماء والعبادة فى الأرض قال أبو على الفارسى وإله فى الموضعين مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أى وهو الذى فى السماء هو إله وفى الأرض هو إله وحسن حذفه لطول الكلام قال والمعنى على الإخبار بإلاهيته لا علي الكون فيهما قال قتادة يعبد فى السماء والأرض وقيل فى بمعنى على أى هو القادر علي السماء والأرض كما فى قوله ولأصلبنكم فى جذوع النخل وقرأ عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وابن مسعود وهو الذى فى السماء الله وفى الأرض الله علي تضمين العلم معنى المشتق فيتعلق به الجار والمجرور من هذه الحيثية ) وهو الحكيم العليم ( أى البليغ الحكمة الكثير العلم
الزخرف : ( 85 ) وتبارك الذي له . . . . .
) وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما ( تبارك تفاعل من البركة وهي كثرة الخيرات والمراد بما بينهما الهواء وما فيه من الحيوانات ) وعنده علم الساعة ( أى علم الوقت الذي يكون قيامها فيه ) وإليه ترجعون ( فيجازى كل أحد بما يستحقه من خير وشر وفيه وعيد شديد قرأ الجمهور ترجعون بالفوقية وقرأ ابن كثير وحمزة والسكائى بالتحتية
الزخرف : ( 86 ) ولا يملك الذين . . . . .
) ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ( أى لايملك من يدعونه من دون الله من الأصنام ونحوها السفاعة عند الله كما يزعمون أنهم يشفعون لهم قرأ الجمهور يدعون بالتحتية وقرأ السلمى وابن وثاب بالفوقية ) إلا من شهد بالحق ( اي التوحيد ) وهم يعلمون ( أى هم على علم وبصيره بما شهدوا به والاستثناء يحتمل أن يكون متصلا والمعنى إلا من شهد بالحق وهم المسيح وعزير والملائكة فإنهم يملكون الشفاعة لمن يستحقها وقيل هو منقطع والمعنى لكن من شهد بالحق يشفع فيه هؤلاء ويجوز أن يكون المستثنى منه محذوفا أى لايملكون الشفاعة فى أحد إلا فيمن شهد بالحق قال سعيد بن جبير وغيره معنى الآية أنه لايملك هؤلاء الشفاعة رلا لمن شهد بالحق وآمن على علم وبصيرة وقال قتادة لايشفعون لعابديها بل ويشفعون لمن شهد بالوحدانية وقيل مدار الاتصال فى هذا الاستثناء جعل الذين يدعون عاما لكل مايعبد من دون الله ومدار الانقطاع على جعله خاصا بالأصنام
الزخرف : ( 87 ) ولئن سألتهم من . . . . .
) ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ( اللام هى الموطئة للقسم والمعنى لئن سألت هؤلاء المشركين العابدين للأصنام من خلقهم أقروا واعترفوا بأن خالقهم الله ولايقدرون على الإنكار ولايستطيعون الجحود لظهور الأمر وجلائه ) فأنى يؤفكون ( أى فكيف ينقلبون عن عبادة الله إلى عبادة غيره وينصرفون عنها مع هذا الاعتراف فإن المعترف بأن الله خالقه إذا عمد إلى صنم أو حيوان وعبده مع الله أو عبده وحده فقد عبد بعض مخلوقات الله وفى هذا من الجهل مالا يقادر قدره يقال أفكه يأفكه إفكا إذا قلبه وصرفه عن الشىء وقيل المعنى ولئن سألت المسيح وعزيرا والملائكة من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفك هؤلاء الكفار فى اتخاذهم لها آلهة وقيل المعنى ولئن سألت العابدين والمعبودين جميعا
الزخرف : ( 88 ) وقيله يا رب . . . . .
قرأ الجمهور ) وقيله ( بالنصب عطفا

الصفحة 567