كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى عن ابن عباس في قوله ) فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ( يقول إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أنفسكم ) تحية من عند الله ( وهو السلام لأنه اسم الله وهو تحية أهل الجنة وأخرج البخارى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله ) مباركة طيبة ( وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقى في الشعب عن ابن عباس في قوله ) فسلموا على أنفسكم ( قال هو المسجد إذا دخلته فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وأخرج ابن أبى شيبة والبخارى في الأدب عن ابن عمر قال إذا دخل البيت غير المسكون أو المسجد فليقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
سورة النور 62 64
النور : ( 62 ) إنما المؤمنون الذين . . . . .
جملة ) إنما المؤمنون ( مستأنفة مسوقة لتقدير ما تقدمها من الأحكام وإنما من صيغ الحصر والمعنى لايتم إيمان ولايكمل حتى يكون بالله ورسوله وجملة ) وإذا كانوا معه على أمر جامع ( معطوفة على آمنوا داخلة معه في حيز الصلة أى إذا كانوا مع رسول الله على أمر جامع أى على طاعة يجتمعون عليها نحو الجمعة والنحر والفطر والجهاد وأشباه ذلك وسمى الأمر جامعا مبالغة ) لم يذهبوا حتى يستأذنوه ( قال المفسرون كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يخرج من المسجد لحاجة أو عذر لم يخرج حتى يقوم بحيال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حيث يراه فيعرف أنه إنما قام ليستأذن فيأذن لمن يشاء منهم قال مجاهد وإذن الإمام يوم الجمعة أن يشير بيده قال الزجاج أعلم الله أن المؤمنين إذا كانوا مع نبيه فيما يحتاج فيه إلى الجماعة لم يذهبوا حتى يستأذنوه وكذلك ينبغي أن يكونوا مع الإمام لايخالفونه ولايرجعون عنه في جمع من جموعهم إلا بإذنه وللإمام أن يأذن وله أن لايأذن على ما يرى لقوله تعالى ) فأذن لمن شئت منهم ( وقرأ اليمانى على أمر جميع والحاصل أن الأمر الجامع أو الجميع هو الذى يعم نفعه أو ضرره وهو الأمر الجليل الذى يحتاج إلى اجتماع أهل الرأي والتجارب قال العلماء كل أمر اجتمع عليه المسلمون مع الإمام لا يخالفونه ولا يرجعون عنه إلا بإذن ثم قال سبحانه ) إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله ( فبين سبحانه ءان المستأذنين هم المؤمنون بالله ورسوله كما حكم أولا بأن المؤمنين الكاملين الإيمان هم الجامعون بين الإيمان بهما وبين الاستئذان ) فإذا استأذنوك لبعض شأنهم ( أى استأذن المؤمنون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

الصفحة 57