كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 579 """"""
نفرعه قرعا ولسنا نعتله
ومنه قول الفرزدق يهجو جريرا
حتى ترد إلى عطية تعتل
قرأ الجمهور ) فاعتلوه ( بكسر التاء وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر بضمها وهما لغتان ) إلى سواء الجحيم ( أى إلى وسطه كقوله فرآه فى سواء الجحيم
الدخان : ( 48 ) ثم صبوا فوق . . . . .
) ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ( من هى التبعيضية أى صبوا فوق رأسه بعض هذا النوع وإضافة العذاب إلى الحميم للبيان أى عذاب هو الحميم وهو الماء الشديد الحرارة كما تقدم
الدخان : ( 49 ) ذق إنك أنت . . . . .
) ذق إنك أنت العزيز الكريم ( أى وقولوا له تهكما وتقريعا وتوبيخا ذق إنك أنت العزيز الكريم وقيل إن أبا جهل كان يزعم أنه أعز أهل الوادي وأكرمهم فيقولون له ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم فى زعمك وفيما كنت تقوله قرأ الجمهور ) إنك ( بكسر الهمزة وقرأ السكائى وروى ذلك عن علي بفتحها أى لأنك قال الفراء أى بهذا القول الذي قلته في الدنيا
الدخان : ( 50 ) إن هذا ما . . . . .
والإشارة بقوله إن هذا إلى العذاب ) ما كنتم به تمترون ( أي تشكون فيه حين كنتم فى الدنيا والجمع باعتبار جنس الأثيم
الدخان : ( 51 ) إن المتقين في . . . . .
ثم ذكر سبحانه مستقر المتقين فقال ) إن المتقين في مقام أمين ( أى الذين اتقوا الكفر والمعاصى قرأ الجمهور مقام بفتح الميم وقرأ نافع وابن عامر بضمها فعلى القراءة الأولى هو موضع القيام وعلى القراءة الثانية هو موضع الاقامة قال الكسائى وغيره وقال والجوهرى قد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة وقد يكون بمعنى موضع القيام ثم وصف المقام بأنه أمين يأمن صاحبه من جميع المخاوف
الدخان : ( 52 ) في جنات وعيون
) في جنات وعيون ( بدل من مقام أمين أو بيان له أو خبر ثان
الدخان : ( 53 ) يلبسون من سندس . . . . .
) يلبسون من سندس وإستبرق ( خبر ثان أو ثالث أو حال من الضمير المستكن فى الجار والمجرور والسندس مارق من الديباج والإستبرق ماغلظ منه وقد تقدم بيانه فى سورة الكهف وانتصاب ) متقابلين ( على الحال من فاعل يلبسون أى متقابلين فى مجالسهم ينظر بعضهم إلى بعض
الدخان : ( 54 ) كذلك وزوجناهم بحور . . . . .
والكاف فى قوله ) كذلك ( إما نعت مصدر محذوف أى نفعل بالمتقين فعلا كذلك أو مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أى الأمر كذلك ) وزوجناهم بحور عين ( أى أكرمناهم بأن زوجناهم بحور عين والحور جمع حوراء وهى البيضاء والعين جمع عيناء وهى الواسعة العينين وقال مجاهد إنما سميت الحوراء حوراء لأنه يحار الطرف فى حسنها وقيل هو من حور العين وهو شدة بياض العين فى شدة سوادها كذا قال أبو عبيدة وقال الأصمعى ما أدرى ما الحور فى العين قال أبو عمرو الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر قال وليس فى بنى آدم حور وإنما قيل للنساء حور لأنهن شبهن بالظباء والبقر قيل والمراد بقوله ) زوجناهم ( قرناهم وليس من عقد التزويج لأنه لايقال زوجته بامرأة وقال وقال أبو عبيدة وجعلناهم أزواجا لهن كما يزوج البعل بالبعل أى جعلناهم اثنين اثنين وكذا قال الأخفش
الدخان : ( 55 ) يدعون فيها بكل . . . . .
) يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ( أى يأمرون بإحضار ما يشتهون من الفواكه حال كونهم آمنين من التختم والأسقام والآلام قال قتادة آمنين من الموت والوصب والشيطان وقيل من انقطاع ماهم فيه من النعيم
الدخان : ( 56 ) لا يذوقون فيها . . . . .
) لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ( لايموتون فيها أبدا إلا الموتة التى ذاقوها فى الدنيا والاستثناء منقطع أى لكن الموتة التى قد ذاقوها فى الدنيا كذا قال الزجاج والفراء وغيرهما ومثل هذه الاية قوله ولا تنكحوا ما نكح آباءكم من النساء إلا ما قد سلف وقيل إن إلا بمعنى بعد كقولك ما كلمت رجلا اليوم إلا رجلا عندك أى بعد رجل عندك وقيل هى بمعنى سوى أى سوى الموتة الأولى وقال ابن قتيبة إنما استثنى الموتة الأولى وهى الدنيا لأن السعداء حين يموتون يصيرون بلطف الله وقدرته إلي أسباب من الجنة يلقون الروح والريحان ويرون منازلهم من الجنة وتفتح لهم أبوابها فإذا ماتوا فى الدنيا فكأنهم ماتوا فى الجنة لاتصالهم

الصفحة 579