كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن إسحاق وابن المنذر والبيهقى فى الدلائل عن عروة ومحمد بن كعب القرظى قالا لما أقبلت قريش عام الأحزاب نزلوا بمجمع الأسيال من رومة بئر بالمدينة قائدها أبو سفيان وأقبلت غطفان حتى نزلوا بنقمى إلى جانب أحد وجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الخبر فضرب الخندق على المدينة وعمل فيه المسلمون وأبطأ رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعيف من العمل فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولا إذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التى لابد منها يذكر ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ويستأذنه فى اللحوق لحاجته فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع فأنزل الله في أولئك ) إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ( الآية وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير في الآية قال هى في الجهاد والجمعة والعيدين وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله ) على أمر جامع ( قال من طاعة الله عام وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عنه في قوله ) لا تجعلوا دعاء الرسول ( الآية قال يعنى كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه ولكن وقروه وقولوا له يارسول الله بانبي الله وأخرج عبد الغنى بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في الدلائل عنه أيضا في الآية قال لاتصيحوا به من بعيد يا أبا القاسم ولكن كما قال الله في الحجرات ) إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ( وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال كان لايخرج أحد لرعاف أو أحداث حتى يستأذن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يشير إليه بأصبعه التى تلى الإبهام فيأذن له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يشير إليه بيده وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج فأنزل الله ) الذين يتسللون منكم لواذا ( الآية وأخرج أبو عبيد فى فضائله والطبرانى قال السيوطي بسند حسن عن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يقرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول بكل شىء بصير
25S
تفسير
سورة الفرقان
هى سبع وسبعون آية
حول السورة
وهي مكية كلها في قول الجمهور وكذا أخرجه ابن الضريس والنحاس وابن مردويه من طرق عن ابن عباس وأخرجه ابن مردويه عن ابن الزبير قال القرطبي وقال ابن عباس وقتادة إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي ) والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ( الآيات وأخرج مالك والشافعى والبخارى ومسلم وابن حبان والبيهقى في سننه عن عمر بن الخطاب قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلت كذبت فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلت إنى سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أرسله أقرئنا هشام فقرأ عليه القراءة التى سمعته يقرأ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كذلك أنزلت ثم قال أقرئنا عمر فقرأت القراءة

الصفحة 59