[وذكر جدي في "التلقيح": ريحانة، وأنه تزوجها (¬1)، وفيها خلاف نذكره في سراريه].
القسم الثاني: من عقد عليهن، وهن خمس عشرة:
الكلابية، وقد ذكرناها في سنة ثمان من الهجرة، والجَوْنية [واختلفوا فيها: فقال البلاذري، عن الكلبي] اسمها أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن آكل المُرار (¬2)، وقال [البخاري]: أميمة بنت شراحيل، وقال ابن قتيبة: أميمة بنت النعمان ابنة الجَوْن، ويقال: ابنة النعمان بن أبي الجون الكندية (¬3)، وقالت عائشة: هذه هي التي استعاذت منه، [قال هشام فيما رواه عنه البلاذري]: كانت من أجمل النساء، وأمهرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرة أوقية ونشًا، فقالت لها بعض نسائه: أنت بنت ملك، وإن استعذت منه حظيت عنده، فلما دخلت عليه ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال: "لقد عُذْتِ بمَعَاذٍ" وصرف وجهه عنها، وقال: "ارجعي إلى أهلك" فقيل: يا رسول الله خدعت وهي حدثة [أو حديثة]، فلم يراجعها، فتزوجها المهاجر ابن أمية المخزومي، ثم قيس بن هبيرة المرادي، فأراد عمر أن يعاقبها، فقيل له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل بها، ولم يقسم لها، ولم يضرب عليها الحجاب، فأمسك (¬4).
وقد أخرج حديثها أبو أسيد الساعدي:
قال أحمد بإسناده، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه وعباس بن سهل عن أبيه قال: مر بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب له، فخرجنا حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين، فجلسنا بينهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلسوا" فدخل هو والجَوْنية وقد أتي بها فعزلت في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها داية لها، فلما دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "هبي لي نفسكِ" فقالت: وهل تهب الملكة
¬__________
(¬1) "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص 25.
(¬2) "أنساب الأشراف" 1/ 546.
(¬3) "المعارف" ص 140.
(¬4) "أنساب الأشراف" 1/ 546.