كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

قُتيلة بنت قيس [أخت الأشعث بن قيس الكندي]، وقيل: اسمها عمرة [ذكرها هشام والبلاذري (¬1) وجدي في "التلقيح" فقال: ] ولما ردَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجونية قال له الأشعث بن قيس: ألا أزوجك أختي قتيلة؟ قال: "بلى" فانصرف إلى حضرموت، فجهزها، فبينا هي في الطريق توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث الأشعث فردها من الطريق، ولما ارتد أخوها ارتدت معه، فلما أسلم أسلمت معه، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل، فوجد أبو بكر رضوان الله عليه من ذلك وجدًا شديدًا، فقال له عمر رضوان الله عليه: إنها ليست من أزواجه، ما رآها، ولا دخل بها، ولا حجبها، ولقد برأه الله منها بالردة، وكان عروة بن الزبير ينكر أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها (¬2).
سبا (¬3) [ويقال: سنا - بنون -] بنت أسماء، ماتت قبل أن يدخل بها، وقيل: هي الكلابية التي تقدّم ذكرها.
أم شَريك (¬4) [واسمها غُزَيَّة، وقيل: هي غُزيلة.
وقد نسبها البلاذري: غزية بنت داود بن عوف من ولد عامر بن لؤي، قال: ] وهي التي وهبت نفسها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت قبله عند أبي العَكَر، واسمه سَلْم بن سُمَيِّ بن الحارث الأزدي، وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقبلها ولم يردَّها (¬5).
[وقال الطبري: تزوجها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد زوجٍ كان لها قبله، وكان لها من الزوج ابن يقال له: شريك، فكنيت به]، فلما دخل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدها مسنَّةً فطلقها (¬6).
وقال عكرمة: التي وهبت نفسها خولة بنت حكيم فلم يقبلها فأرجأ أمرها، فتزوجها عثمان بن مظعون.
[وقال جدي في "التلقيح": كانت أم شريك قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أبي بكر بن أبي
¬__________
(¬1) "أنساب الأشراف" 1/ 546.
(¬2) "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص 26.
(¬3) انظر "الطبقات" 10/ 144، و"الإصابة" 4/ 324، و 335.
(¬4) "الطبقات" 10/ 148، و"الإصابة" 4/ 372.
(¬5) "أنساب الأشراف" 1/ 508.
(¬6) "تاريخ الطبري" 3/ 168.

الصفحة 281