كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

قال لها: "ما رَأَيتِ"؟ قالت: ما رأيتُ طائلًا، فقال: "لقَدَ رأيتِ بخَدَّها خَالًا اقشَعرَّت له كلُّ شَعرَةٍ منكِ" فقالت: ما دونَكَ سِترٌ (¬1).
والثانية من العرب خطبها، فقالت: حتى أستأمر أبويَّ، فشاورتهما، فأذنا لها، فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: "قد الْتَحفْنَا لِحافًا غَيرَكِ" (¬2).

القسم الرابع: من عرضن عليه - صلى الله عليه وسلم - فأباهن:
وهن ثلاث:
دُرَّة بنت أم سلمةَ، [قال هشام: قالت أم حبيبة: يا رسول الله، بلغنا أنك تخطب درة، فقال: "لو لم تكن أمها عندي لما حلت لي، أرضعتني وأباها ثويبة مولاة بني هاشم" (¬3).
قال أحمد بإسناده عن] زينب بنت أبي سلمة: أن أم حبيبة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرتها أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، انكح أختي ابنة أبي سفيان، فزعمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "أَوَتُحبِّين ذلِكَ؟ " قالت: نعم [لست لك بمخلية، وأَحبُّ إليَّ من شاركني في خير أختي، قالت: فقال لي: "إن ذلِكَ لا يَحِلُّ لي" فقلت: يا رسول الله، إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة فقال: "أبِنتَ أَبِي سَلَمة؟ ! " قالت: نعم] قال: "وايمُ اللهِ إنَّها لو لم تكُن رَبِيبَتي في حِجري ما حلَّت لي، إنَّها بنتُ أَخي من الرَّضاعةِ، أَرضَعتني وأباها ثُويبة، فلا تَعْرِضن عليَّ بناتِكنَّ ولا أَخواتِكُنَّ"، أخرجاه في "الصحيحين" (¬4).
وقد اختلفوا في عدد أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
فقال الطبري: تزوج خمس عشرة امرأة، دخل بثلاث عشرة، وجمع بين إحدى عشرة (¬5).
¬__________
(¬1) "أنساب الأشراف" 1/ 550 - 551.
(¬2) "أنساب الأشراف" 1/ 551. ولم يذكر المصنف الثالثة.
(¬3) "أنساب الأشراف" 1/ 551.
(¬4) أخرجه أحمد في "مسنده" (27412)، والبخاري (5106)، ومسلم (1449).
(¬5) "تاريخ الطبري" 3/ 161.

الصفحة 286