الباب الرابع والعشرون: في ذكر محبَّته للطيب وحجامته - صلى الله عليه وسلم -
قال ثمامة بن عبد الله: إنّ أنسًا كان يردُّ الطيبَ، وزعم أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يردُّ الطيبَ (¬1).
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعرف بريح الطيبِ إذا أقبلَ (¬2). وكان طيبه المسك والعنبر.
وقالت عائشة رضوان الله عليها: طيَّبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامِه حينَ أحرَمَ، ولإحلالهِ حينَ أحلَّ (¬3).
وكان وَبيصُ الطيبِ يَبدو في مفارقهِ (¬4).
وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يجعل الكافور على العود، ثم يستجمر به، ويقول: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع (¬5).
وعن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُبِّبَ إليَّ النساءُ والطيبُ، وجُعلَت قُرَّة عيني في الصلاةِ" (¬6).
وقال أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَحتجمُ ثلاثًا، واحدة على كاهِلِه، وثنتين على الأخدعين (¬7).
وقال مَعقِلُ بن يسار: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحِجامةُ يومَ الثلاثاءِ لسبعَ عشرة من الشهرِ
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في "مسنده" (12356)، والترمذي (2789).
(¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (26858)، وابن سعد 1/ 343.
(¬3) أخرجه البخاري (1754)، ومسلم (1189).
(¬4) أخرجه البخاري (271)، ومسلم (1190) من حديث عائشة - رضي الله عنها - بلفظ: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم.
(¬5) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 344.
(¬6) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 342، والنسائي في "الكبرى" (8887).
(¬7) أخرجه أحمد في "مسنده" (13001)، وأبو داود (3860)، وابن ماجه (3483).