كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

دواءُ السَّنَةِ" (¬1).
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - احتَجَم، وأَعطى الحجَّامَ أَجره. متفق عليه (¬2).
وأخرج الإمام رحمة الله عليه، عن رافع بن خَدِيج، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أَفطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ" (¬3).

فصل في اطلاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنورة:
حدّثنا جدي رحمه الله بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
اطَّلَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالنُّورَةِ، فلما فَرَغ منها قال: "يا مَعاشِرَ المُسلِمين، عليكم بالنُّورَةِ، فإنَها طَيَّبةٌ وطَهورٌ، وإنَّ اللهَ يُذهِبُ بها عنكم أَوساخَكُم وأَشْعارَكُم" (¬4).
وقالت أم سلمة - رضي الله عنها -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اطلى وَلي عانَتَه بيدهِ (¬5).
[وقد روى أبو موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أولُ مَن دخلَ الحمامَ وصُنعت له النُّورةُ سليمانُ - عليه السلام -" وقد ذكرناه].
وقد كان جماعة من الصحابة يتنورون: الحسن بن علي، وأنس، وأبو الدرداء - رضي الله عنهم -، وكان جماعة منهم يحلقون الشعر، ولا يتنورون، منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان - رضي الله عنهم -.
وروى [أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يَتَنوَّر، فإذا كَثُر شعرُه حَلَقه (¬6).
وقال الأطباء: منفعة النورة أن تبرز ما تحت الجلد من الأوساخ وخصوصًا في
¬__________
(¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ 499، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 93 وقال: وفيه زيد بن أبي الحواري العمي، وهو ضعيف.
(¬2) أخرجه البخاري (2103)، ومسلم (1202).
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (15828).
(¬4) أخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 360.
(¬5) أخرجه ابن ماجه (3752).
(¬6) أخرجه البيهقي 1/ 152.

الصفحة 326