كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

وقالت عائشة رضوان الله عليها: دخَلَت عجوزٌ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا يدخل الجنة عجوز" فبكت، فقال لها: "لا بأسَ، إنَّ هذه الصفةَ تتَبدَّل، وتَعودين بكرًا" وقرأ: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37)} [الواقعة: 37]، ففرحت المرأة (¬1).
وقالت عائشة: قال - صلى الله عليه وسلم - يومًا لامرأة: "أنت الذي في عين زوجك بياض؟ " فبكت، فقال لها: "كل بني آدم في عينه بياض" (¬2).
وقال [أحمد بإسناده، عن] أنس: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ذا الأُذُنينِ" (¬3).
[وقال أحمد بإسناده] عن أنس: أنَّ رجلًا أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فاسْتَحمَله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّا حامِلُوك على ولدِ ناقةٍ"، فقال: يا رسولَ الله، ما أصنعُ بولدِ ناقةٍ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهَل تلدُ الإبلَ إلَّا النُّوقُ" (¬4).
وعن أبي هريرة عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه سأله بعضُ أصحابه فقال: إنَّك تُداعبنا، فقال: "إني لأَمزَحُ، ولا أقولُ إلَّا حقًّا" (¬5).
وقال أبو سليمان الخطابي: كانت له - صلى الله عليه وسلم - مهابة، وكان يتبسط للدعابة.
[حدّثنا جدي رحمه الله بإسناده عن أبي صالحٍ] عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن لي جارًا يؤذيني، [قال: "فانطلِق فأَخرج متَاعَك إلى الطريقِ" ففعل فاجتمع الناس، فجعلوا يقولون: ما شأنك؟ فقال: لي جار يؤذيني]، فذكرتُ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اذْهَب، فأَخرج مَتاعَك إلى الطريقِ" فجعلوا يقولون: اللهمَّ العنه، اللهمَّ أخزِه، فبلغ الرجل، فأتاه، فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أؤذيك (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5545)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 419: وفيه مسعدة بن اليسع، وهو ضعيف.
(¬2) ذكره ابن الأثير في جامع الأصول (8523).
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (12164).
(¬4) أخرجه أحمد في "مسنده" (13817).
(¬5) أخرجه أحمد في "مسنده" (8723).
(¬6) أخرجه أبو داود (5153)، وابن حبان في "صحيحه" (520).

الصفحة 338