كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

سبَّح، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها سُؤال سأَلَ، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ، ثم ركَعَ فجعَلَ يقولُ: "سُبحان ربَّي العَظيم" فكان ركوعُه نحو قيامهِ، ثم قال: "سَمِعَ الله لِمَن حَمِدَه" ثم قامَ طويلًا قريبًا مما ركعَ، ثم سجَدَ فقال: "سُبحان ربِّي الأعلى" فكان سُجودُه قريبًا من قيامِه (¬1).
وقال إبراهيم بن علقمة: سُئلت عائشةُ: أكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخصُّ شَيئًا من الأيامِ؟ قالت: لا، كان عَمَلُه دِيْمَةً، وأيُّكُم يُطيقُ ما كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُطيقُ (¬2)؟ .
وقال عبد الله بن شَقيق: سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها - عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التطوعِ، فقالت: كان يُصلِّي قبلَ الظهرِ أَربعًا في بَيتي، ثم يخرجُ فيصلي بالناسِ، ثم يَرجعُ إلى بيتي فيصلَّي رَكعتَيْن، وكان يُصلَّي بالناسِ العصرَ، ثم يَرجع إلى بَيتي، ثم يخرجُ فيصلِّي المغربَ، ويَرجعُ إلى بَيتي فيصلَّي رَكعتَيْن بعد المغربِ، وكان يصلِّي بهمُ العشاءَ، ويدخلُ بَيتي فيصلَّي رَكعتَيْن، وكانَ يصلِّي من الليلِ تسعَ ركَعاتٍ منهنَّ الوترُ، وكانَ يصلَّي ليلًا طويلًا قائمًا، فإذا قَرأَ وهو قائمٌ ركَعَ وسجَدَ، وإذا قرأ وهو قاعدٌ ركَعَ وسجَدَ وهو قاعدٌ، وكان إذا طلَعَ الفجرُ صلَّى رَكعَتيْن ثم يخرجُ فيصلَّي بالناسِ صلاةَ الفجرِ. انفرد بإخراجه مسلم (¬3).
وقالت عائشة - رضوان الله عليها -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى قامَ حتى تَتَفطَّر رِجلاهُ، فأقولُ: يا رسولَ الله، أتصنعُ هذا وقد غُفر لك ما تقدَّم من ذَنبِكَ وما تأخَّر؟ فيقول: "يا عائشةُ، أَفَلا أكُونُ عَبدًا شَكُورًا؟ " (¬4).
وقال أُبَيُّ بن كَعبٍ: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الوترِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}، فإذا سَلَّم قال: "سُبحان الملِكِ القدُّوسِ" ثلاث مرات (¬5).
وقال غضيف بن الحارث: قلت لعائشة: أكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ في أَولِ الليلِ أَم
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في "مسنده" (23367)، ومسلم (772).
(¬2) أخرجه أحمد في "مسنده" (24282)، والبخاري (1987)، ومسلم (783).
(¬3) مسلم (730)، وأحمد في "مسنده" (24019).
(¬4) أخرجه أحمد في "مسنده" (24844)، والبخاري (4837)، ومسلم (2820).
(¬5) أخرجه أحمد في "مسنده" (21141)، وأبو داود (1423)، وابن ماجه (1171).

الصفحة 350