كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

ولكنَّي خشيتُ أن تُكتَبَ عليهم". أخرجاه في "الصحيحين" (¬1).
وقال أُبيُّ بن كعبٍ: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ، فسافَر سنةً فلم يَعتكف، فلما كانَ في العامِ المقبلِ اعتكفَ عشرين يومًا (¬2).

فصل في ذكر قراءته:
عن جابرِ بن سَمُرةَ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقرأُ في الفجرِ بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ونحوها (¬3).
وكان يقرأ في الظهر {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}، وفي العصر نحو ذلك، وفي الفجر أطول من ذلك (¬4).
وفي رواية: وكان يقرأ في الجمعة بقاف وبسورة الجمعة والمنافقين (¬5).
وأخرج مسلم عن أبي واقِدٍ اللَّيثي: أنَّ عليَّ بن أبي طالب رضوان الله عليه سأَلَه بما كانَ يقرأُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في العيدِ؟ فقال: بـ {ق} و {اقْتَرَبَتِ} (¬6).
وقال ابن عباس: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في صلاةِ الصبحِ يومَ الجمعةِ {الم (1) تَنْزِيلُ} و {هَلْ أَتَى}، وفي الجمعةِ بسورة الجمعةِ واذا جاءك المنافقون (¬7).

فصل في صيامه - صلى الله عليه وسلم -:
قال أسامةُ بن زيدٍ - رضي الله عنهما -: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصومُ الأيامَ يَسرِدُ حتى يقال: لا يفطرُ، ويُفطر الأيامَ حتى لا يكادُ يَصومُ، إلَّا يومين من الجمعةِ، ولم يَكن يصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما يَصومُه من شعبانَ، فقلت: يا رسولَ الله، إنَّك تصومُ لا تكادُ تُفطرُ،
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (924)، ومسلم (761) (178)، وأحمد في "مسنده" (25362).
(¬2) أخرجه أحمد في "مسنده" (21277).
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (20971)، ومسلم (458).
(¬4) أخرجه أحمد في "مسنده" (20963)، ومسلم (459) من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -.
(¬5) أخرجه أحمد في "مسنده" (3160) ومسلم (879) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(¬6) مسلم (891)، وأحمد في "مسنده" (21896)، وفيه أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد.
(¬7) تقدم قريبًا.

الصفحة 352