كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

وقال أنسٌ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنا أَولُ الناسِ خُروجًا إذا بُعِثُوا، وأَنا خَطيبُهم إذا وَفَدُوا، وأَنا مُبشِّرُهم إذا يَئِسُوا، لواءُ الحمدِ بِيَدِي، وأَنا أَكرَمُ ولدِ آدَمَ على ربِّي ولا فَخْر" (¬1).
وفي "أفراد مسلم" من حديث أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أَنا سيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القيامةِ، وأَولُ من يَنْشَقُّ عنه القبرُ، وأَولُ شافعٍ وأَولُ مُشَفَّعٍ" (¬2).
وعن جابرِ بن عبدِ الله: أنَّ عمرَ بن الخطابِ رضوان الله عليه أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أَصابَه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقَرَأه على النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: فغَضِبَ، وقال: "أَمُتهوِّكُونَ فيها يا ابنَ الخطَّابِ؟ والذي نَفْسِي بِيَدِه، لقد جِئتُكُم بها بَيْضاءَ نَقيَّةً، لا تَسألُوهم عن شيءٍ ويُخبروكُم بحقًّ فيكذَّبونَه أو باطِلٍ فيصدَّقونَه، والذي نَفْسِي بيَدِه لو كانَ مُوسى وعِيسى حيَّينِ لَما وَسِعَهما إلَّا اتِّباعِي" (¬3).
وقال عبدُ الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه -: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنكُم مِن أَحَدٍ إلَّا وَقَد وُكَّلَ بهِ قَرينُه من الجِنَّ وقَرينُه من الملائكةِ" قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ الله؟ قال: "وإيَّايَ، ولكنَّ اللهَ أعانَنِي عليه فلا يأمُرُني إلَّا بخيرٍ". انفرد بإخراجه مسلم (¬4).
وعن أبي موسى، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إنَّما مَثَلي ومثَلُ ما بَعثَني اللهُ به، كمَثَلِ رجلٍ أَتَى قومَه، فقال: يا قَومِ إنَّي رأيتُ الجيشَ بعَيني، وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ، فالنَّجاءَ النَّجاءَ، فأَطاعَه طائفةٌ من قومِه، فأَدْلَجوا، وانْطَلَقُوا على مَهْلِهم فَنَجوا، وكذَّبتهُ طائفةٌ منهم فأَصْبَحوا مكانَهم فصَبَّحهُم الجيشُ فأَهلَكَهُم واجْتاحَهم، فذلكَ مثَلُ من أَطاعَني واتَّبعَ ما جِئتُ به، ومثَلُ مَن عَصاني وكذَّبَ ما جِئتُ به منَ الحقِّ". أخرجاه في "الصحيحين" (¬5).
وعن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِن نَبيٍّ إلَّا وقد أُعطِيَ من الآياتِ ما
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (3610)، وقال هذا حديث حسن غريب.
(¬2) أخرجه مسلم (2278)، وأحمد في "مسنده" (10972).
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (15156)، التهوك، كالتهور: وهو الوقوع في الأمر بغير روية.
(¬4) أخرجه مسلم (2814)، وأحمد في "مسنده" (3779).
(¬5) أخرجه البخاري (6482)، ومسلم (2283).

الصفحة 355