كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

تَرفَعَ الفرسُ حافِرَها عن ولدِها خشيةَ أن تصيبه" (¬1).
وأخرج البخاري بمعناه عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وفي آخره: "لو يَعلَمُ الكافرُ بكلِّ الذي عندَ الله مِن الرَّحمة، لم ييأس من الجنَّة، ولو يَعلَمُ المؤمنُ بكلِّ الذي عندَ الله مِن العَذابِ لم يَأمَن النارِ" (¬2).
ولمسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لله مئةُ رَحمةٍ أَنزَلَ منها رحمةً واحدةً بينَ الإنسِ والجنِّ والهوامِّ، فبها يَتعاطَفون وفيها يَتراحمونَ، وبها تَعطِفُ الوحشُ على أَولادِها، وأَخَّر تسعةً وتسعين إلى يومِ القيامةِ يرحمُ بها عبادَهُ" (¬3).
وفي "الصحيحين" عن أسامةَ بن زيدٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما يَرحَمُ الله مِن عبادهِ الرُّحَماء" (¬4).
وقال أحمد بإسناده عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تُنْزَع الرَّحمةُ إلَّا من شَقيًّ" (¬5).
قوله - عليه السلام -: "إذا اسْتَشاطَ السُّلطانُ، تَسلَّطَ الشَّيطانُ" (¬6) وهذا مثل قوله - عليه السلام -: "إنَّ العينَ لتُدخِلُ الرجلَ القبرَ، والجملَ القدرَ" (¬7) ثم قال أبو عبيد: معناه أن الإنسان متى غضب تمكن إبليس منه، وشاطَ يَشيطُ: إذا احترق، وإنما خص السلطان لأن غضبه يعم.
قوله - عليه السلام -: "القُضاةُ ثلاثةٌ" قال أبو داود بإسناده عن أبي هاشم، عن ابن بُريدة، عن أبيه، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "القضاةُ ثلاثةٌ: واحدٌ في الجنَّةِ، واثنانِ في النَّارِ، فأمَّا الذي في الجنَّةِ فرجلٌ عَرَفَ الحقَّ فقَضَى به، ورجل عرَفَ الحَقَّ فجارَ في الحُكمِ، فهو
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (6000)، ومسلم (2752).
(¬2) أخرجه البخاري (6469).
(¬3) أخرجه مسلم (2752) (19).
(¬4) أخرجه البخاري (7448)، ومسلم (923).
(¬5) أخرجه أحمد في "مسنده" (9702).
(¬6) أخرجه أحمد في "مسنده" (17984) من حديث عطية السعدي.
(¬7) أخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 408، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1057) من حديث جابر - رضي الله عنه -.

الصفحة 370