في النَّارِ، ورجلٌ قَضَى للنَّاس على جَهلٍ فهو في النَّارِ" (¬1).
وقد فسره أبو عبيد فقال: الذي هو في الجنة هو الذي أُكره على القضاء فقضى بالحق والعلم، وأما الذي في النار فرجلٌ كان عالمًا بالقضاء ثم جار في الحكم، ورجل جاهل نصَّب نفسه للقضاء وليس بأهل للعلم، فقضى فَحاف، فأحلَّ ما حرم الله من الفروج والدماء والأموال فهو في النار.
قوله - عليه السلام -: "مَن جُعِلَ قاضيًا فقد ذُبح بغيرِ سِكِّينٍ" (¬2) وقد فسره أبو عبيد فقال: إن الذبح الذي يحصل به إزهاق الروح وخلاص المذبوح من طول الألم وشدة العذاب إنما يكون بالسكين، فإذا ذبح بغير سكين كان حتفًا وتعذيبًا.
وروى أنس قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سألَ القضاءَ وُكِلَ إلى نفسهِ، ومَن أُجبِرَ عليه نَزَل عليه مَلَكٌ يُسدَّدُه" (¬3).
حديث آخر في القضاء: رَوت عائشة - رضي الله عنها -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُجاءُ بالقاضي العادِلِ يومَ القيامةِ، فيَلقَى مِن شدَّةِ الحِسابِ ما يَتمنَّى معه أنْ لا يَكونَ قَضَى بين اثنينِ قطُّ" (¬4).
قوله - عليه السلام -: "لا رقيةَ إلَّا من عينٍ أو حمَةٍ، والعينُ حقٌّ" (¬5) ورخص رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الرقية من العين والحمة والنملة، والحمة الحيات والعقارب وما أشبهها من ذوات السموم، وتُسمى إبرةُ العقرب حمة لأنها تجري مجرى السم، وحمة العقرب بالتخفيف: سمها، والهاءُ عوض، قال: والنَّمْلةُ بالفتح قروحٌ في الجنب وبثور صغار مع ورم يسير ثم يتقرَّح فتسعى وتتسع، وتسميها الأُدباء الذباب، والنملةُ أيضًا عيبٌ في حافر الفرسِ، فأما النُّمْلةُ بالضم فهي النميمة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يرقي أصحابه ويقول: "بسم اللهِ أَرقيكَ واللهُ يَشفِيكَ" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (3573)، وأخرجه الترمذي (1322)، وابن ماجه (2315).
(¬2) أخرجه أحمد في "مسنده" (7145) من حديث أبي هريرة، - رضي الله عنه -.
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (13302).
(¬4) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5055).
(¬5) أخرجه البخاري (5705)، وأحمد في "مسنده" (19908) من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه -.
(¬6) أخرجه أحمد في "مسنده" (9757) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.