كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

روى سَمُرة بن جُندب عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحسَبُ المالُ، والكَرَمُ التَّقَوى" (¬1).
ومن حديثِ أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَرمُ المرءِ دينُه، ومروءتُه عقلُهُ، وحسبه خُلقه" (¬2).
وقال وكيع: الحسَبُ المالُ، ألا ترَى من كان ذا مال عظَّمه الناس؟
وقال الجوهري: الحسَبُ ما يعدُّه الإنسان من مفاخِرِ آبائه، قال ويقال: حسبهُ دينُه ومالُه (¬3).
قوله - عليه السلام -: "كَرمُ الكِتابِ خَتمُه" (¬4).
قد ذكرنا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا أرادَ أن يُكاتب الملوكَ قيل له: إنهم لا يقرؤونَ إلَّا كتابًا مختومًا، فاتخذَ الخاتم، وأما هذا اللفظ فيقال: إنه من كلام ابن عباس أخذه من قول الأوائل: كلُّ كتاب غير مختوم فهو أَقلَف، ومن لم يختم كتابه فقد استخفَّ بالمكتوب إليه، ومن ها هنا أخذ ابن المقفع فقال: الختم حتم.
قوله - عليه السلام -: "مُداراةُ الناسِ صدقةٌ".
حدّثنا عبد العزيز بن محمود البزاز بإسناده إلى جابر بن عبد الله قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُداراةُ النَّاسِ صدقةٌ" (¬5) وقال الأزهري: المداراة: الاحتمال بحسن الخلق والعفو واللين والتفضل على المسيء بالإحسان، وأن يصل من قطعه ويعطي من حرمه، وقال الجوهري: المداراة هي المداجاة والملاينة (¬6).
قوله - عليه السلام -: "السَّماحُ رَباحٌ".
أخرجه ابن قتيبة في كتاب "غريب الحديث" (¬7)، وقد قرأت الكتاب المذكور على
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في "مسنده" (20102).
(¬2) أخرجه أحمد في "مسنده" (8774).
(¬3) "الصحاح": (حسب).
(¬4) أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (39) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، وفيه السدّي الصغير والكلبي، اتُّهما بالوضع والكذب.
(¬5) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (471).
(¬6) "الصحاح": (درا) و (دجا).
(¬7) لم نقف عليه في غريب الحديث، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (23).

الصفحة 384