كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "المسجدُ بيتُ كلِّ تقيًّ" (¬1) ومعناه صحيح، لأنه ما بُني إلا لذكر الله والصلاة والتسبيح، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فبنيت للتقوى ضرورة.
قوله: "الكَرَمُ التَّقوَى" (¬2) وأما من حيث المعنى فلأن العبد إذا اتقى الله فقد تكرم على نفسه وجاد لها فصانها عن عذاب النار.
قوله - عليه السلام -: "القاصُّ ينتظرُ المقتَ، والمستمعُ ينتظرُ الرحمةَ" (¬3).
قوله - عليه السلام -: "الصَّدقةُ تمنعُ مِيتةَ السُّوءِ" روى أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ الصدقةَ لَتُطفِئُ غضَبَ الرَّبِّ، وتَدفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ" (¬4).
وأخرج جدي في "التبصرة" عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ الله لَيدرَأُ بالصدقةِ سَبعينَ ميتةً من السُّوءِ" (¬5).
وفي الباب أخبار وآثار في دفع البلاء عن المصدق.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نيةُ المؤمنِ أبلغُ من عَمَلهِ" (¬6) وقد ذكرنا قول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ بالمدينةِ أَقوامًا ما قَطعتُم واديًا، إلَّا وقد سبَقُوكُم إليه". واختلفوا في معناه على قولين:
أحدهما: أن المؤمنَ ينوي أشياء من أبواب البر، كالصلاة والصيام والصدقة ونحوه، ولعله يعجز عن إمضائها فتكون نيته أبلغ من عمله.
وقال الحسن البصري: إنّما خُلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار بنياتهم.
وقال عكرمة: انهدمت قنطرةٌ بالمدينة فعزم عثمان على إصلاحها، فسبقه إليها يهودي فأصلحها، فشق على عثمان، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا بأسَ عليك، نيةُ
¬__________
(¬1) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20029)، والبزار في "مسنده" (2546)، والطبراني في "الكبير" (6140) من حديث سلمان - رضي الله عنه -.
(¬2) أخرجه تمام في "فوائده" (1717) من حديث سمرة بن جندب.
(¬3) أخرجه الطبراني في "الكبير" (13567)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (311).
(¬4) أخرجه الترمذي (664)، وابن حبان في "صحيحه" (3309).
(¬5) "التبصرة" 2/ 256.
(¬6) أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (147)، والبيهقي في شعب الإيمان (6445) من حديث أنس - رضي الله عنه -، وضعف البيهقي إسناده، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة 250: لا يصح.

الصفحة 387