كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

فقد برِئَ من اللهِ تعالى، وبَرِئ الله منه، وأيُّما أهلُ عرصَة أصبح فيهم امرأً جائعًا، فقد بَرِئت منهم ذِمَّة الله تعالى" (¬1).
وقال أحمد بإسناده عن فروخ مولى عثمان: أن عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين خرج إلى المسجد، فرأى طعامًا منثورًا فقالَ: ما هذا الطعام؟ قالوا: طعام جُلب إلينا، فقال: بارك الله فيه وفيمن جَلبه، قيل: يا أمير المؤمنين، فإنه قد احتُكر قال: ومن احتكَرَه؟ قالوا: فروخ مولى عثمان وفلان مولى عمر، فأرسل إليهما فدعاهما فقال: ما حملكما على احتكارِ طعام المسلمين؟ قالا: يا أمير المؤمنين، نَشتري بأموالنا ونبيعُ، فقال عمر: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَن احتَكَرَ على المسلمين طَعامَهم ضربَه الله بالإفلاسِ أو بالجذامِ" فقال فروخ: يا أمير المؤمنين، أُعاهد الله وأعاهدك أن لا أعودَ في احتكارِ طعامٍ أبدًا، وأما مولى عمر فقال: إنما نَشتري ونبيعُ بأموالنا. قال أبو يحيى: فلقد رأيت مولى عمر مجذومًا.
وهذا الحديث أخرجه أحمد في مسند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (¬2).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صَمَتَ نَجا" (¬3).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن تواضَعَ للهِ رفَعَهُ الله" روى أبو اليُمن زيد بن الحسن الكِندي اللغوي بإسناده عن عابسِ بن رَبيعة قال: سمعتُ عمرَ بن الخطاب يقول: أيُّها الناسُ تواضَعُوا فإنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَن تواضَعَ للهِ رفَعَه، ومن تكَبَّر خفَضَه" (¬4).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صلَّى بالليلِ حسنَ وجهُه بالنهار" (¬5).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سافِرُوا تَغنَمُوا، وصُوموا تَصِحِّوا" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في "مسنده" (4880).
(¬2) أحمد في "مسنده" (135).
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (6481)، والترمذي (2501)، من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -.
(¬4) أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1356).
(¬5) أخرجه ابن ماجه (1333) من حديث جابر - رضي الله عنه -، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": حديث ضعيف، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 34.
(¬6) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8312)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 179 وقال: رجاله ثقات.

الصفحة 392