كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 4)

يوم بدر على الساقة (¬1).
قال ابن سعد: كان له ثلاثة إخوة صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم: الحارث استشهد يوم اليمامة وقيسٌ قُتِلَ يومَ مُؤتَةَ (¬2).
جعفر بن أبي طالب، أبو عبد الله - رضي الله عنه -، كان أَسَنَّ من علي كرَّم الله وجهه بعشرِ سنين، أسلم قديمًا قبل دخولِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دارَ الأرقمِ، وكان يسمى: ذا الهِجْرتَيْن، ويكنى أبا المساكين لأنه كان يتلطَّفُ بهم، وكان من المهاجرين الأولين، والمقدَّمَ بالحبشة على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمترجِمَ عنهم عند النجاشي، واختط له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دارًا بالمدينة إلى جانب مسجده، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل، وأنكر الواقدي ذلك، لأن المؤاخاة كانت قبل بدر، ثم انقطعت بآيةِ الميراث وجعفر يومئذ بالحبشة (¬3).
ذِكْرُ مَقْتَلِه:
قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: أَمَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة زيدَ بنَ حارِثةَ، ثم جعفرًا، ثم ابنَ رواحة وكنت معهم في تلك الغزاة، فالتمسنا جعفرًا فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما أقبلَ من جسده بضعًا وسبعين ما بين طعنةِ رمح وضربةِ سيف ورمية سهم، ليس في دبره منها شَيْءٌ. أخرجه البخاري (¬4).
وقال الواقدي: ضربه رومي فقطعه نصفين، فوقعَ أحد نصفيه في كَرْمٍ، فوجدوا في نصفه ثلاثين جراحة (¬5).
وقال البخاري: كان ابن عمر إذا سلم على عبد الله بن جعفر يقول: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين (¬6). لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك.
وقال ابن [سعد] رَفَعَهُ إلى أبي عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رأيت أصحاب مؤتة
¬__________
(¬1) في الاستيعاب (2099)، وطبقات ابن سعد 3/ 479 أن الذي شهد العقبة وبدرًا وجعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الساقة هو قيس.
(¬2) "الطبقات الكبرى" 3/ 479، ولم يذكر أن موت قيس كان في مؤتة.
(¬3) انظر "الطبقات" 4/ 32.
(¬4) أخرجه البخاري (4261).
(¬5) "الطبقات" 4/ 35.
(¬6) أخرجه البخاري (3709).

الصفحة 44