كتاب المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 4)

9- بَابُ مَا يُلْقَى بِهِ المُؤْمِنُ مِنَ الكَرَامَةِ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ.
1849- أَخبَرَنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ سَعيدٍ، قال: حَدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَني أَبي، عَن قَتَادَةَ، عَن قُسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبيَّ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: إِذَا حُضِرَ المُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنكِ إِلَى رَوْحِ اللهِ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ المِسْكِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هَذا الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرضِ، فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ المُؤْمِنينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيهِ، فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الهَاوِيَةِ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ العَذَابِ بِمِسْحٍ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرضِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الكُفَّارِ.

الصفحة 16