كتاب المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 4)
1874- أَخبَرَنا سُلَيمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ البَلْخِيُّ، قال: حَدثنا عَبدُ الجَبَّارِ بْنُ الوَرْدِ، سَمِعْتُ ابنَ أَبي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: لَمَّا هَلَكَتْ أُمُّ أَبَانَ حَضَرْتُ مَعَ النَّاسِ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ عَبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَابنِ عَبَّاسٍ فَبَكَيْنَ النِّسَاءُ، فَقَالَ ابنُ عُمَرَ: أَلاَ تَنْهَى هَؤُلاَءِ عَنِ البُكَاءِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم يَقُولُ: إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيهِ، فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ، قَدْ كَانَ عُمَرُ، يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاءِ رَأَى رَكْبًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَقَالَ: انْظُرْ مَنِ الرَّكْبُ، فَذَهَبْتُ فَإِذَا صُهَيْبٌ وَأَهْلُهُ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَميرَ المُؤْمِنينَ، هَذَا صُهَيْبٌ وَأَهْلُهُ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِصُهَيْبٍ، فَلَمَّا دَخَلْنَا المَدِينَةَ أُصِيبَ عُمَرُ، فَجَلَسَ صُهَيْبٌ يَبْكِي عِنْدَهُ، يَقُولُ: وَاأُخَيَّاهُ وَاأُخَيَّاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ لاَ تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم يَقُولُ: إِنَّ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيهِ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ أَمَا وَالله مَا تُحَدِّثُونَ هَذَا الحَدِيثَ عَن كَاذِبَيْنِ مُكَذَّبَيْنِ، وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ، وَإِنَّ لَكُمْ فِي القُرْآنِ لَمَا يَشْفِيكُمْ {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَزِيدُ الكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيهِ.
الصفحة 33