كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

عَبْدُ بنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ: أَخِي وَابْنُ وَليد أَبِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فتَسَاوَقَا (¬1) إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابنُ أَخِي، قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ، فَقَالَ عَبْدُ بنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَليدَةَ أَبِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى شِبْهِهِ، فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بنُ زَمْعَةَ، الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ (¬2) الحَجَرُ"، ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "احْتَجِبِي مِنْهُ"، لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ (¬3).

2 - حُكْمُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي المَرْأَةِ السَّارِقَةِ:
رَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّتْهُمُ (¬4) المَرْأَةُ المَخْزُومِيَّةُ (¬5) التِي سَرَقَتْ (¬6) فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ
¬__________
(¬1) تساوقا: تتابعا. انظر لسان العرب (6/ 435).
(¬2) العاهر: الزاني. انظر النهاية (3/ 294).
(¬3) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الفرائض - باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة - رقم الحديث (6749) - ومسلم في صحيحه - كتاب الرضاع - باب الولد للفراش وتوقي الشبهات - رقم الحديث (1457) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (8391).
(¬4) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (14/ 40): أهمتهم: أي أجلبت إليهم هَمًّا، وسبب إعظامهم ذلك خشية أن تقطع يدها لعلمهم أن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يرخص في الحدود.
(¬5) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (14/ 40): اسم المرأة علي الصحيح فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد المخزومي، قُتِل أبوها يوم بدر كافرًا، وهي بنت أخي أبي سلمة بن عبد الأسد الصحابي الجليل، زوج أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
(¬6) جاء في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (4304) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحدود - باب قطع السارق الشريف وغيره - رقم الحديث (1688) =

الصفحة 100