كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

* خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى حُنَيْنٍ:
وَبَعْدَ أَنْ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا (¬1)، خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتِّ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ شَوَّالَ سَنَةَ ثَمَانٍ لِلْهِجْرَةِ، وَاسْتَعَمَلَ عَتَّابَ بنَ أَسِيدٍ -رضي اللَّه عنه- أَمِيرًا عَلَى مَكَّةَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَمِيرٍ فِي الإِسْلَامِ عَلَى مَكَّةَ (¬2).
وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنَ المُسْلِمِينَ: عَشَرَةُ آلَافٍ الذِينَ جَاؤُوا مَعَهُ مِنَ المَدِينَةِ لِفَتْحِ مَكَّةَ، وَأَلْفانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَهُمُ الطُّلَقَاءُ (¬3)، وَأَكْثَرُهُمْ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالإِسْلَامِ، لَمْ يَتَمَكَّنِ الإِسْلَامُ مِنْ قُلُوبِهِمْ (¬4)، وَخَرَجَ معَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَاسٌ كَثِير مِنَ المُشْرِكِينَ مِثْلَ: صَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ، وَسُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهُمْ.
¬__________
= الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (15302) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (4454) - والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 121). وإسنادها حسن.
(¬1) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة زمن الفتح - رقم الحديث (4298) (4299).
(¬2) أخرج استعمال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَتَّاب بن أَسِيد علي مكة:
الطيالسي في مسنده - رقم الحديث (1453) - وأورده الحافظ في الإصابة (4/ 356) وحسن إسناده.
(¬3) قال الإمام النووي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالى في شرح مسلم (12/ 158): الطُّلقاء: بضم الطاء وفتح اللام، وهم الذين أسلموا من أهل مكة يوم الفتح، سموا بذلك؛ لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مَنَّ عليهم وأطلقهم، وكان في إسلامهم ضعف.
(¬4) سيأتي بعد قليل عند الحديث على شجرة ذات أنواط ما يدل على أن الإسلام لم يتمكن من قلوبهم.

الصفحة 113