كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

لِمَنْ يَكُونُ النَّصْرُ- فَقَالَ وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بالإِسْلَامِ: لَا تَنْتَهِي هَزِيمَتُهُمْ دُونَ البَحْرِ، وَصَرَخَ كَلَدَةُ بنُ الحَنْبَلِ (¬1) وَهُوَ مَعَ أَخِيهِ لِأُمِّهِ صَفْوَانَ بنَ أُمَيَّةَ: أَلَا بَطَلَ السِّحْرُ اليَوْمَ، فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: اسْكُتْ فَضَّ اللَّهُ فَاَك (¬2)، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَرُبَّنِي (¬3) رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي رَجُل مِنْ هَوَازِنَ (¬4).

* ثَبَاتُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذَاتَ اليَمِينِ، وَثَبَتَ مَعَهُ نَفَرٌ قَلِيلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ (¬5)، وَأَهْلُ بَيْتِهِ، فِيهِمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ،
¬__________
(¬1) كان كَلَدَة بن الحَنْبل -رضي اللَّه عنه- فِي ذلك الوقت مُشركًا، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه، روى الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (15425) - بسندٍ صحيح عن كَلَدَةَ بن الحنبل -رضي اللَّه عنه- قال: أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلبَإٍ وجِدَايةٍ وضغابيس، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأعلى الوادي، قال: فدخلتُ عليه، ولم أُسَلِّم ولم أستأذن، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ارجع فقل: السلام عليكم، آدخل؟ ".
اللبأ: أول ما يحلب عند الولادة. انظر النهاية (4/ 192).
الجَذِاية: بفتح الجيم وكسرها ما بلغ ستة أشهر أو سبعة أشهر من أولاد الظباء ذكرًا كان أو أَنثى. انظر النهاية (1/ 241).
الضغابيس: هي صغار القِثَّاء، واحدتها ضُغبوس. انظر النهاية (3/ 82).
(¬2) فَضَّ اللَّه فاكَ: أي كسر أسنانك وأسقطها. انظر النهاية (3/ 406).
(¬3) يَرُبَّنِي: أي يكون عليّ أميرًا وسيدًا. انظر النهاية (2/ 166).
وهذه رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وفي رواية ابن حبان في صحيحه قال: لأن يليني.
(¬4) أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه - كتاب السير - باب الخروج وكيفية الجهاد - رقم الحديث (4774) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار- (41216) - وإسناده حسن.
(¬5) روى الترمذي في جامعه بسند حسن - رقم الحديث (1784) عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: لقد رأيتنا يوم حنين، وإن الفئتين لمولِّيَتَيْن، وما مع رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مائة رجل.
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 346): هذا أكثر ما وقفتُ عليه من عدد من ثبت يوم حنين، =

الصفحة 120