كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)
رَجَعُوا (¬1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، فَلَهُ سَلَبُهُ"، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّانِيَةَ، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهدُ لِي؟ ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَالَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ"؟ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَسَلَبُ ذَلِكَ القَتِيلِ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي اللَّه عنه-: لَا هَا اللَّهُ (¬2) إِذًا لَا يَعْمَدُ (¬3) إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ، يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ، وَعَنْ رَسُولهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صَدَقَ فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ".
قَالَ أَبُو قتَادَةَ: فَأَعْطَانِي، فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ (¬4) بِهِ مَخْرَفًا (¬5) فِي بَنِي سَلِمَةَ (¬6)، فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ (¬7) فِي الإِسْلَامِ (¬8).
¬__________
(¬1) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 356): في السياق حذف، بينته الرواية الثانية حيث قال: فتحلل ودفعته، ثم قتلته، وانهزم المسلمون، وانهزمت معهم، فإذا عمر بن الخطاب.
(¬2) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 357): المعنى: لا واللَّه.
(¬3) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 359): أي لا يقصد رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى رجل كأنه أسَدٌ في الشجاعة يُقاتل عن دين اللَّه ورسوله فيأخذ حقه ويعطيكه بغير طيبة من نفسه.
(¬4) ابتَاعَ الشيءَ: اشتراه. انظر لسان العرب (1/ 557).
(¬5) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 360): المَخْرَف: بفتح الميم والراء: أي بستانًا.
(¬6) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 260): سلِمة: بكسر اللام: وهم بطن من الأنصار، وهم قوم أبي قتادة.
(¬7) تأثلته: أي جمعته. انظر النهاية (1/ 27).
(¬8) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب قول اللَّه تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ =
الصفحة 131