كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)
رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- هَوَازِنَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى (¬1) مَعَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فَأَنَاخَهُ (¬2)، ثُمَّ انْتَزَع طَلَقًا (¬3) مِنْ حَقَبِهِ (¬4) فَقَيَّدَ بِهِ الجَمَلَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ يَتَغَدَّى مَعَ القَوْمِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ، وَفينَا ضَعفَة وَرِقَّةٌ فِي الظَّهْرِ (¬5)، وَبَعْضُنَا مُشَاةٌ، إِذْ خَرَجَ يَشْتَدُّ، فَأَتَى جَمَلَهُ، فَأَطْلَقَ قَيْدَهُ، ثُمَّ أَناخَهُ وَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَأَثَارَهُ، فَاشْتَدَّ بِهِ الجَمَلُ، وَهُوَ طَلِيعَةٌ (¬6) لِلْكُفَّارِ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ وَرقَاءَ (¬7)، قَالَ سَلَمَةُ: فَاتَّبَعتُهُ أَعْدُو، فَكُنْتُ عِنْدَ وِرْكِ (¬8) النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ، حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ (¬9) الجَمَلِ فَانَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ فِي الأَرْضِ اخْترَطْتُ (¬10) سَيْفِيَ، فَضَرَبْتُ رَأْسَ الرَّجُلِ، فنَدَرَ (¬11)، ثُمَّ
¬__________
(¬1) نتَضَحّى: أي نتغدى. انظر النهاية (3/ 70).
(¬2) أناخ الإبل: أبركها فبركت. انظر لسان العرب (14/ 321).
(¬3) الطَّلَق: بالتحريك: الحَبل من جلود. انظر النهاية (3/ 122).
(¬4) حقبه: أي الحبل المشدود على حقو البعير، أو من حقيبته، وهي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب، والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده. انظر النهاية (1/ 395).
(¬5) الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب. انطر النهاية (3/ 151).
(¬6) الطليعة: الجاسوس. انظر النهاية (3/ 121).
(¬7) وَرْقاء: أي سمراء. انظر النهاية (5/ 153).
(¬8) الوَرِك: ما فوق الفخذ. انظر النهاية (5/ 153).
(¬9) خطام الناقة: أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتّان، فيجعل في أحد طرفيه حلقة، ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم تقاد النافة. انظر النهاية (2/ 48).
(¬10) اختَرَط سيفه: أي سله من غمده. انظر النهاية (2/ 23).
(¬11) نَدَرَ: سقط ووقع. انظر النهاية (5/ 30).