كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

فوُعِكَ (¬1) سَهْلٌ مَكَانَهُ، وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ، فَأتيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ سَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ وُعِكَ، وَإِنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ، فَأتاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَخْبَرُوهُ بِالذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ.
وَفِي رِوَايَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟ ".
قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "عَلَام يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يُعجِبُهُ، فَلْيُبَرِّكْ، فَإِنَّ العَيْنَ حَقٌّ".
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِعَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ: "اغْتَسِلْ لَهُ".
فَغَسَلَ وَجْههُ وَيَدَيْهِ، وَمِرفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ المَاءُ عَلَى سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ (¬2).
¬__________
(¬1) الوَعْك: الحُمى. انظر النهاية (5/ 179). وفي رواية الإمام أحمد في مسنده: فَلُبِطَ بسهل.
لُبِطَ: بضم اللام وكسر الباء: أي صُرع وسقط إلى الأرض. انظر النهاية (4/ 196).
(¬2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (15980) - وابن حبان في صحيحه - كتاب الرقى والتمائم - رقم الحديث (6105) (6106) - والحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب وعك سهل لعين عامر بن ربيعة - رقم الحديث (5797).

الصفحة 138