كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

غَزْوَةُ الطَّائِفِ
وَهَذِهِ الْغَزْوَةُ فِي الْحَقِيقَةِ امْتِدَادٌ لِغَزْوَةِ حُنَيْنٍ (¬1)، وَذَلِكَ أَنَّ مُعْظَمَ فُلُولِ (¬2) هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ دَخَلُوا الطَّائِفَ مَعَ قَائِدِهم مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّصْرِيِّ، وَتَحَصَّنُوا بِهَا، فَسَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ حُنَيْنٍ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَان لِلْهِجْرَةِ.
وَكَانَتْ ثَقِيفٌ لَمَّا انْهَزَمُوا مِنْ حُنَيْنٍ وَأَوْطَاسٍ، تَحَصَّنُوا بِحُصُونِهِمُ الْمَنِيعَةِ فِي الطَّائِفِ.

* طَرِيقُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى الطَّائِفِ:
تَحَرَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى الطَّائِفِ، وَقَدْ جَعَلَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ -رضي اللَّه عنه-، وَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الطَّائِفِ بِقَبْرِ أَبِي رِغَالٍ (¬3)،
¬__________
(¬1) وبعض المؤرخين يجعلها غزوة مستقلة عن حنين.
(¬2) الفَلُّ: بفتح الفاءَ: القومُ الْمُنهزِمونَ، ورُبَّمَا قالوا: فُلُولٌ وفلَالٌ. انظر النهاية (3/ 425).
(¬3) قَالَ الحَافِظ فِي الفَتْحِ (7/ 27): رِغَال: بكسر الراء وتخفيف الغين.
قلت: وقع في السيرة لابن إسحاق في السيرة (1/ 81): أن أبا رغال بعثته ئقيف دليلًا لأبرهة الأشرم ليهدم الكعبة، حتى إذا أنزله الْمُغَمِّس -بضم الميم وفتح الغين وهو موضع قرب مكة في طريق الطائف- مات أبو رغال ودفن هناك، فَرَجَمَتْ قبرَهُ العربُ، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس.
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في البداية والنهاية (2/ 567): والجمع بين هذا -أي بين أبي =

الصفحة 140