كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬1)، أَيْ فَهُنَّ لَكُمْ حَلَالٌ إِذَا انْقَضَتْ (¬2) عِدَتُهُنَّ (¬3)

* شَأْنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيِّ:
ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَجُلٌ، هُوَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، وَاسْمُهُ حُرْقُوصُ (¬4) بْنُ زُهيْرٍ السَّعْدِيُّ، يَعْتَرِضُ عَلَى قِسْمَةِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالْجِعْرَانَةِ، مُنْصَرَفه مِنْ حُنَيْنٍ، وَفِي ثَوْبِ بِلَالٍ فِضَّةٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقْبِضُ مِنْهَا، يُعطِي النَّاسَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! اعدِلْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعدِلُ؟ ، لَقَدْ خِبْتُ
¬__________
= الِاسْتِبْرَاءُ: اختبارُ الأَمَةِ بِحَيْضَةٍ قبلَ الوَطْءِ، وهو طلبُ البَرَاءَةِ مِنْ حَملٍ، ربما يكون معها. انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 118).
(¬1) سورة النساء آية (24).
(¬2) قال النووي في شرح مسلم (10/ 31): المراد بقوله: إذا انقضت عدتهن: أي استبراؤهن، وهي بوضع الحمل عن الحامل، وبحيضة من الحائل، كما جاءت به الأحاديث الصحيحة.
(¬3) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الرضاع - باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء - رقم الحديث (1456).
(¬4) قال الحافظ في الإصابة (2/ 44): حُرْقُوصُ: بضم الحاء وسكون الراء وضم القاف.
قلت: ولم تقع في رواية الشيخين في صحيحيهما تسمية هذا الرجل، وسَمَّاه الحافظ في الإصابة (2/ 44) - وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 148).

الصفحة 157