كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

وَقَالَ أَحْدَاثُهُمْ (¬1): يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ (¬2).
وفي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالُوا: إِذَا كَانَتِ الشِّدَّةُ فنَحْنُ نُدْعَى، وَتُعْطَى الْغَنَائِمُ غَيْرَنا (¬3)، وَكثُرَتْ فِيهمُ القَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُم: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَوْمَهُ (¬4).
فَانْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -رضي اللَّه عنه- سَيِّدُ الْأَنْصَارِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الفيْءِ الذِي أَصَبْتَ، فَقَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قبائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟ ".
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَنَا إِلَّا امرُؤٌ مِنْ قَوْمِي (¬5).
¬__________
(¬1) الحَدَث: هو الشَّابُّ. انظر لسان العرب (3/ 76).
(¬2) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الطائف - رقم الحديث (4331) - ومسلم في صحيحه - كتاب الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام - رقم الحديث (1059) (132).
(¬3) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الطائف - رقم الحديث (4337) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام - رقم الحديث (1059) (135).
(¬4) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (11730) - وابن إسحاق في السيرة (4/ 152) - وإسناده حسن.
(¬5) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (11730) - وابن إسحاق في السيرة (4/ 152) - وإسناده حسن.

الصفحة 163