كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)
قَالَ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبٍ (¬1) -رضي اللَّه عنه-: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حُمُرَ النَّعَمِ (¬2).
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنِّي لأُعطِي رِجَالًا حَدِيثُ عَهْدِهِم بِكُفْرٍ" (¬3).
وَفي رِوَايَةٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإنِّي أَرَدتُ أَنْ أَجْبُرَهم وَأَتَأَلَّفَهُم" (¬4).
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَمَا وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَجُعَيْلُ (¬5) بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلَاع الْأَرْضِ (¬6)، كلُّهُم مِثْلُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ، وَالْأَقْرَع بْنِ حَابِسٍ، وَلَكِنِّي تَأَلَفْتُهُمَا لِيُسْلِمَا، وَوَكَلْتُ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى إِسْلَامِهِ -رضي اللَّه عنه-" (¬7).
¬__________
(¬1) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (6/ 385) تَغْلِب: بفتح التاء وسكون الغين وكسر اللام.
(¬2) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (15/ 490): أي ما أحب أن في بدل كلمته -صلى اللَّه عليه وسلم- النعم الحمر؛ لأن الصفة المذكورة تدل على قوة إيمانه المفضي به لدخول الجنة، وثواب الآخرة خير وأبقى.
(¬3) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب فرض الخمس - باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعطي المؤلفة قلوبهم - رقم الحديث (3147) - ومسلم في صحيحه - كتاب الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام - رقم الحديث (1059) (132).
(¬4) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الطائف - رقم الحديث (4334) - ومسلم في صحيحه - كتاب الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام - رقم الحديث (1059) (133).
(¬5) جُعَيل: بضم الجيم وفتح العين، وكان -رضي اللَّه عنه- من فقراء المسلمين، أسلم قديمًا، وأصيبت عينه يوم بني قريظة، وكان دميمًا قبيح الوجه، وأثنى عليه رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ووكله إلى إيمانه -رضي اللَّه عنه-. انظر أسد الغابة (1/ 324).
(¬6) طِلَاعُ الأرضِ: بكسر الطاء: مَا يَملَؤها حتى يَطْلُعَ عَنها ويَسيلُ. انظر النهاية (3/ 121).
(¬7) أخرج ذلك ابن إسحاق في السيرة (4/ 149) بإسناد مرسل صحيح، وله شاهد =