كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)
لَهُمْ: "لَا تَدَعُوا أَحَدًا يَمُرُّ بِكُمْ تُنْكِرُونَهُ إِلَّا رَدَدْتُمُوهُ" (¬1).
* بَعْثُ سَرِيَّةِ إِضَمٍ:
وَزِيَادَةً فِي الإِخْفَاءِ وَالتَّعْمِيَةِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَرِيَّةَ أَبِي قَتَادَةَ -رضي اللَّه عنه- إِلَى بَطْنِ إِضَمٍ، لِيَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّهُ تَوَجَّهَ إِلَى هُنَاكَ -وَقَدْ ذَكَرْنَا أَمْرَ هَذِهِ السَّرِيَّةِ فِيمَا مَضَى-.
* كِتَابُ حَاطِبٍ -رضي اللَّه عنه- إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ:
وَلَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المَسِيرَ إِلَى مَكَّةَ، كَتَبَ حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ -رضي اللَّه عنه- كِتَابًا إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ بِمَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَعْطَاهُ امْرَأَةً مِنْ مُزَيْنَةَ، وَجَعَلَ لَهَا جُعْلًا (¬2) عَلَى أَنْ تُبَلِّغَهُ قُرَيْشًا، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَلِيٍّ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَالزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ وَأَبَا مِرْثَدٍ الغَنَوِيَّ (¬3) وَكُلُّنَا فَارِسٌ، فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأَتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ (¬4) فَإِنَّ بِهَا
¬__________
(¬1) انظر سيرة ابن هشام (4/ 46) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 317) - دلائل النبوة للبيهقي (5/ 7).
(¬2) الجعل: أي أجرة. انظر النهاية (1/ 267).
(¬3) في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (4274): المقداد بدل أبي مرثد الغنوي.
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 312): يحتمل أن يكون الثلاثة كانوا معه، فذكر أحد الراويين عنه ما لم يذكره الآخر.
(¬4) روضةُ خاخ: موضع بين مكة والمدينة. انظر النهاية (2/ 82).
الصفحة 18