* إِفْطَارُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَنُزُولُهُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ:
وَاصَلَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَرِيقَهُ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ صَائِمٌ، وَالنَّاسُ صِيَامٌ مَعَهُ، وَقَدْ صَبَّ رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ مِنْ شِدَّةِ العَطَشِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال: إِنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ المَدِينَةِ، وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ المَدِينَةَ، فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ حَتَّى بَلَغَ الكَدِيدَ (¬1) -وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ (¬2) - أَفْطَرَ وَفَطِرُوا (¬3).
¬__________
(¬1) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (4/ 690): الكديد: بفتح الكاف وكسر الدال: مكان معروف وقع تفسيره في نفس الحديث بأنه بين عُسْفان وقُديد.
ووقع في رواية مسلم - رقم الحديث (1114) من حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: حتى بلغ كُراع الغميم، وهو بضم الكاف، والغميم بفتح الغين، وهو اسم واد أمام عسفان.
قال القاضي عِياض رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: اختلفت الروايات في الموضع الذي أفطر رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيه، والكل في قصة واحدة، وكلها متقاربة، والجميع من عمل عُسفان.
(¬2) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (4/ 690): قُديد: بضم القاف على التصغير.
(¬3) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الصيام - باب إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر -=