كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

* الرَّايَةُ تُعْطَى الزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ -رضي اللَّه عنه-:
فكَلَّمَ سَعْدٌ -رضي اللَّه عنه- رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَأْخُذَ الرَّايَةَ مِنِ ابْنِهِ قَيْسٍ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي خَطَأٍ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، وَأَعْطَاهَا الزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ -رضي اللَّه عنه-.
فَقَدْ أَخْرَجَ البَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: كَانَ قَيْسٌ فِي مُقَدِّمَةِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، فكَلَّمَ سَعْدٌ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَصْرِفه عَنِ المَوْضِعِ الذِي فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ يُقْدِمَ عَلَى شَيْءٍ، فَصَرَفه عَنْ ذَلِكَ (¬1).
وَجَزَمَ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ فِي المَغَازِي عَنِ الزُّهْرِيِّ: بِأنَّهُ دَفَعَهَا إِلَى الزُّبَيْرِ -رضي اللَّه عنه- (¬2).

* ذَهَابُ أَبِي سُفْيَانَ لِمَكَّةَ وَأَمْرِهِمْ بِالِاسْتِسْلَامِ:
ثُمَّ قَالَ العَبَّاسُ لِأَبِي سُفْيَانَ: النَّجَاءَ (¬3) إِلَى قَوْمِكَ، فَأَسْرَعَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ، وَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ جَاءَكُمْ فِيمَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ، فَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، وَأَخَذَتْ بِلِحْيَتهِ فَقَالَتْ: اقْتُلُوا الحَمِيتَ (¬4) الدَّسِمَ (¬5)
¬__________
= الفتح - رقم الحديث (4280) - والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 44) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (6145).
(¬1) أورده الحافظ في الفتح (8/ 321) وعزاه إلى البزار، وصحح إسناده.
(¬2) انظر فتح الباري (8/ 320).
(¬3) النجاء: السرعة. انظر النهاية (5/ 21).
(¬4) الحميت: هو الوعاء الذي يكون فيه السَّمْن ونحوه، فأرادت أن تنسبه إلى الضخم والسمن. انظر النهاية (1/ 419) - الرَّوْض الأُنُف (4/ 158).
(¬5) الدسم: الأسود الدنيء. انظر النهاية (2/ 110).

الصفحة 41