كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ (¬1) ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْ أَبِي بَكْرٍ (¬2).

* الأَمْرُ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى:
وَقَبْلَ وَفَاتِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَصْحَابَهُ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬3).
قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ: قَالَ الْعُلَمَاءُ: هَذَا تَحْذِيرٌ مِنَ الْقُنُوطِ، وَحَثٌّ عَلَى الرَّجَاءِ عِنْدَ الْخَاتِمَةِ، وَمَعْنَى حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى، أَنْ يَظُن أَنَّهُ يَرْحَمُهُ، وَيَعْفُوَ عَنْهُ (¬4).

* آخِرُ صَلَاةٍ حَضَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَعَ الْمُسْلِمِينَ:
وَقَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَوْمَيْنِ، وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْآخَرُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
¬__________
(¬1) يعدل: مال، كأنه يميل عنه. انظر النهاية (3/ 173).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته - رقم الحديث (4445) - ومسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب استخلاف الإِمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما - رقم الحديث (418) (93).
(¬3) أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب الجنة وصفة نعيمها - باب الأمر بحسن الظن باللَّه تعالى- رقم الحديث (2877) (82).
(¬4) انظر صحيح مسلم بشرح النووي (17/ 172).

الصفحة 608