كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬1)، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْوَجَعِ، وَأَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- يُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْرَ (¬2).
¬__________
(¬1) في رواية أخرى في صحيح ابن حبان بسند حسن - رقم الحديث (2118) - عن عائشة رضي اللَّه عنها - وابن ماجه في سننه بسند صحيح - رقم الحديث (1234) - عن سالم بن عبيد -رضي اللَّه عنه- قالا: فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين بريرة ونُوبة.
قال النووي فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (3/ 375): ويُجمع بينهما بأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج من البيت إلى المسجد بين هذين، ومن ثَمَّ إلى مقام الصلاة بين العباس وعلي رضي اللَّه عنهما، أو يحمل على التعدُّد، كما قال ابن حبّان في صحيحه (5/ 488).
فائدة: نوبة هو بضم النون الأسود مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. انظر الإصابة (6/ 377).
(¬2) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (2/ 401 - 492): هذا صريح في أن الصلاة المذكورة كانت الظهر، وزعم بعضهم أنها الصبح، واستدل بقوله في رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حين جاء، أخذ من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر -رضي اللَّه عنه-. رواه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (3330) - وابن ماجه في سننه - رقم الحديث (1235) - وإسناده حسن، لكن في الاستدلال به نظر لاحتمال أن يكون رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع لما قرب من أبي بكر الآية التي كان انتهى إليها خاصة، وقد كان هو -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسمع الآية أحيانًا في الصلاة السرية، ثم لو سَلّم لم يكن فيه دليل على أنها الصبح، بل يحتمل أن تكون المغرب، فقد ثبت في صحيح البخاري - رقم الحديث (4429) - ومسلم في صحيحه - رقم الحديث (462) عن أم الفضل بنت الحارث زوج العباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قالت: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفًا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه اللَّه.
لكن وجدت بعد في السنن الكبرى للنسائي - رقم الحديث (1059) أن هذه الصلاة التي ذكرتها أم الفضل كانت في بيته -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولفظه: صلى بنا رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيته المغرب، قرأ المرسلات، وما صلى بعدها صلاة حتى قُبض -صلى اللَّه عليه وسلم-.
لكن يعكر عليه رواية ابن إسحاق عن ابن شهاب في هذا الحديث بلفظ خرج إلينا رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو عاصب رأسه في مرضه فصلى المغرب. رواه الترمذي في جامعه - =

الصفحة 609