كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

أُسَامَةُ -رضي اللَّه عنه-، وَقَدْ أَصْمَتَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّهَا (¬2) عَلَى أُسَامَةَ.
قَالَ أُسَامَةُ -رضي اللَّه عنه-: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي (¬3).

* إِنْفَاقُ رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَا عِنْدَهُ:
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي مَرَضِهِ الذِي مَاتَ فِيهِ: "يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتِ الذَّهَبُ"، فَجَاءَتْ مَا بَيْنَ الْخَمْسَةِ إِلَى السَّبْعَةِ أَوِ الثَّمَانِيَةِ أَوِ التِّسْعَةِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: "مَا ظَنُّ (¬4) مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ لَقِيَهُ وَهَذِهِ عِنْدَهُ، أَنْفِقِيهَا" (¬5).
وَرَوَى الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشيْءٍ (¬6).
¬__________
(¬1) يُقال: صمت العليل: إذا اعتُقِل لسانه. انظر النهاية (3/ 48).
(¬2) يَصبُّها: أي يُمِيلُها. انظر النهاية (3/ 4).
(¬3) أخرج ذلك الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (21755) - والترمذي في جامعه - كتاب المناقب - باب مناقب أسامة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - رقم الحديث (4152) - وإسناده حسن.
(¬4) الظَّنُّ: هنا بمعنى العلم. انظر النهاية (3/ 149).
(¬5) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24222) - وإسناده حسن.
(¬6) أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي به - رقم الحديث (1635) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24176) - =

الصفحة 611