كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نَعَمْ"، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أَهْلِهِ بِالسُّنْحِ (¬1).

* احْتِضَارُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي:
وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ رَجَعَ إِلَى الْحُجْرَةِ أَشَدَّ مَا يَكُونُ، فَاضْطَجَعَ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَجَعَلَ يَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ الشَّدِيدُ، حَتَّى تَأَذَّتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مِنْ شِدَّةِ مَا يَلْقَى، فَقَالَتْ: وَاكَرْبَ أَبَتَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا، الْمُوَافَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2).

* انْقِطَاعُ أَبْهُرِ (¬3) رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
وَجَعَلَ الْوَجَعُ يَشْتَدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَدْ ظَهَرَ أَثَرُ السُّمِّ الذِي أَكَلَهُ بِخَيْبَرَ (¬4) حَتَّى انْقَطَعَ مِنْهُ الْأَبْهُرُ بِسَبَبِ السُّمِّ الذِي كَانَ فِي الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ، فَأَكْرَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رَسُولَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالشَّهَادَةِ، فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- شَهِيدًا.
¬__________
(¬1) انظر سيرة ابن هشام (4/ 311).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته - رقم الحديث (4462) - والطيالسي في مسنده - رقم الحديث (2158) - وابن ماجه في سننه - كتاب الجنائز - باب ذكر وفاته ودفنه -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (1629).
(¬3) الْأَبْهُرُ: عرق في الظهر متصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه. انظر النهاية (1/ 22).
(¬4) ذكرنا تفاصيل أكل رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الشاة المسمومة في غزوة خيبر، فراجعه.

الصفحة 615