كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

من وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى دفنه -صلى اللَّه عليه وسلم-
وَفَاتُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- بأَبِي هُوَ وَأُمِّي
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: . . . وَبَيْنَ يَدَيْهَ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَكْوَةٌ (¬1) فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَيَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ"، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الْأَعَلَى" حَتَّى قُبِضَ، وَمَالَتْ يَدُهُ (¬2).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَقَدْ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ (¬3): "مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" (¬4).
وَفِي صَحِيحِ مُسلِمٍ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ، مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ
¬__________
(¬1) الركوة: إناء صغير من جلد يُشرب فيه الماء. انظر النهاية (2/ 237).
(¬2) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته - رقم الحديث (4449).
(¬3) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 483): البحة: بضم الباء وتشديد الحاء: شيء يعرض في الحلق فيتغير له الصوت فيغلظ.
(¬4) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته - رقم الحديث (4435) - ومسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب في فضل عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رقم الحديث (2444) (86) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (25433).

الصفحة 618