كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

قَالَ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا، فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إلى الْأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا، وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَدْ مَاتَ (¬1).
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَمَا كَانَ مِنْ خُطْبَتِهِمَا (¬2) مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ اللَّهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ، وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى، وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الذِي عَلَيْهِمْ، وَخَرَجُوا بِهِ يَتْلُونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (¬3).

* فَوَائِدُ الحَدِيثِ:
قَالَ الْحَافِظُ في الْفَتْحِ:
وَفِي الْحَدِيثِ قُوَّةُ جَأْشِ (¬4) أبِي بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-، وَكَثْرَةُ عِلْمِهِ (¬5).
¬__________
(¬1) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته - رقم الحديث (4454).
(¬2) أي خطبة أبي بكر -رضي اللَّه عنه- هذه، وخطبة عمر -رضي اللَّه عنه- عندما هَدّد من يقول: إن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قد مات.
(¬3) علقه البخاري في صحيحه - كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا" - رقم الحديث (3669) (3670) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول (4/ 88).
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (7/ 385): وهذه الطريق لم يوردها البخاري إلا معلقة، ولم يسقها بتمامها، وقد وصلها الطبراني في مسند الشاميين.
(¬4) الجأش: القلب، يقال: فلان رابط الجأش: أي ثابت القلب لا يرتاع ولا ينزعج للعظائم والشدائد. انظر النهاية (1/ 225).
(¬5) انظر فتح الباري (8/ 495).

الصفحة 627