كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَبْلَ وَفَاتِهِ لأَحَدٍ بالْخِلَافَةِ
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ عَلِيًّا -رضي اللَّه عنه- كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوصَى إِلَيْهِ؟ وَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى صَدْرِي، أَوْ قَالَتْ: حِجْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَثَ في حِجْرِي فَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟ (¬1).
وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ في سُنَنِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ وَاللَّهِ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَمَا اخْتَصَّنَا دُونَ النَّاسِ بِشَيْءٍ، إِلَّا ثَلَاثًا: أَمَرَنَا أَنْ نُسْبغَ الْوُضُوءَ، وَأَنْ لَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَأَنْ لَا نُنْزِيَ (¬2) الْحِمَارَ عَلَى الفرَسِ (¬3).
وَرَوَى الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الوصايا - باب الوصايا - رقم الحديث (2741) - ومسلم في صحيحه - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي به - رقم الحديث (1636) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24039).
(¬2) نُنزي الحمار: أي نحملها عليها للنسل. انظر النهاية (5/ 37).
(¬3) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (1977) - وأبو داود في سننه - كتاب الصلاة - باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر - رقم الحديث (808) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول (2449) (5200).

الصفحة 628